بروفايل| «عبدالدايم».. عازفة بدرجة وزيرة

منذ سنوات، كانت تقف على خشبة المسرح بثبات تام، تمسك بآلة «الفلوت»، تضعها بين شفتيها، تهدهدها، فتصدر منها أجمل النغمات، اليوم تستعد تلك الفنانة لتشدو، ولكن من مكان آخر، وبصوت آخر، ولهدف آخر، حيث ستواصل إبداعها من فوق كرسى وزارة الثقافة، بعدما اختيرت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة للثقافة فى التعديل الوزارى الأخير.
تخرجت «إيناس» فى معهد «الكونسرفتوار»، وسافرت إلى فرنسا بعد حصولها على منحة دراسية، لتنال درجتى الماجستير والدكتوراه فى آلة «الفلوت» من المدرسة العليا للموسيقى فى باريس، ثم عادت إلى مصر لتتولى رئاسة «دار الأوبرا».
ولم يكن الطريق أمام «عبدالدايم» سهلاً طوال فترة عملها فى دار الأوبرا، فقد كان حالها حال الكثيرين من المبدعين الذين تعرضوا للإقصاء بعد وصول «الإخوان» إلى الحكم، فجاء قرار استبعادها من رئاسة الدار على يد علاء عبدالعزيز وزير الثقافة فى عهد الإخوان المسلمين، واندلعت حركة احتجاجات من مثقفى ومبدعى مصر اعتراضاً على هذا القرار، لتعود «إيناس» إلى منصبها.
تمر 5 سنوات، لتعود «عبدالدايم» من جديد ولكن هذه المرة تتربع «عازفة الفلوت» على مقعد وزارة الثقافة، وتحصل على لقب أول وزيرة للثقافة فى تاريخ مصر، وأول عازفة على كرسى وزارة، وفى انتظارها ملف «مواجهة التطرف الفكرى بالفن» وهو الملف نفسه الذى وقعت ضحية له من قبل.