منذ نحو 50 عامًا يحتفل الأقباط بأعياد الميلاد المجيد في الكاتدرائية بالعباسية وسط حالة من الفرحة والبهجة، ليتغير الأمر قليلا بعد مرور تلك السنوات، وتتجه الأنظار إلى انتظار احتفالات القداس في كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة التي تبدأ بعد قليل. الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التي افتتحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور "أثيوبيا" وممثلي مختلف الكنائس، شهدت إقامة أول قداس عام 1968، وترأسه وقتها البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، وأصبحت بعدها المقر الرئيسي للبابا بعد نقله من محافظة الإسكندرية التي شهدت إقامة أول قداس في تاريخ مصر، لكونها العاصمة. منذ إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتقام فيها احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد ولكن اختلف الوضع اليوم لتقام الصلاة في كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة لأول مرة منذ 50 عامًا، حسب حديث كمال زاخر، المفكر القبطي، مضيفًا أن هذه مناسبة لكل المصريين وخاصة الأقباط. إقامة القداس في كاتدرائية العاصمة الإدارية رسالة مباشرة للعالم أجمع، أن الأقباط والمسلمين جميعهم يدًا واحدة ودليلا قاطعا على الوحدة الوطنية، وفقًا ل"زاخر"، خلال حديثه ل"الوطن"، موضحًا أن انتقال الاحتفالات من كاتدرائية إلى أخرى ليس له قواعد ولكنه يعتمد على التنسيق بين الدولة والدولة. السنوات الأخيرة التي سبقت الكنيسة المرقسية بالعباسية، شهدت إقامة أعياد الميلاد المجيد، بمقر البابوي حيث كان يصلي في الكنيسة المرقسية بالأزبكية، حسبما ذكر جمال أسعد، الباحث القبطي، مضيفًا أن أول صلاة قداس عيد ميلاد في القرن الأول الميلادي، كانت في محافظة الإسكندرية حيث كانت وقتها عاصمة مصر، وبعدها انتقلت إلى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة لنقل مقر البابا وقتها، وكذلك ظلت تتنقل حتى وصلت إلى كاتدرائية العباسية. الكاتدرائية هي الكنيسة الكبرى التي يوجد بها بابا البطريرك، وتتغير بتغير مقره من مكان لأخر، ومقر إقامة البابا يرتبط بمكان إدارة الدولة، فنقل صلاة القداس للكاتدرائية في العاصمة الإدارية، ارتبط أيضًا بنقل بعض المؤسسات بالدولة للعاصمة، حسب حديث "أسعد" ل "الوطن"، موضحًا أن احتفالات الأعياد القادمة قد تكون في كنيسة العاصمة الإدارية وقد ترجع مرة أخرى إلى كاتدرائية العباسية.