يحتفل مسيحيو العالم اليوم، السبت، بعيد الميلاد المجيد 2018، وبشكل خاص الأقباط المصريون الذين يشهدون حدثا فريدا من نوعه لأول مرة منذ 50 عاما، حيث ستقام الصلاة في كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة، بعد أن كانت تقام بكاتدرائية العباسية على مدار 50 عاما مضت. 50 عاما مرت على إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أول قداس أقيم بها عام 1968، والذى ترأسه البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وقتها، وتم افتتاحها بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلا سلاسي، إمبراطور الحبشة "إثيوبيا"، وأصبحت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية المقر الرئيسى للبابا بعد نقله من الإسكندرية. "صدى البلد" رصد رحلة نقل المقرات البابوية للكنيسة الأرثوذكسية عبر التاريخ بدءا من الإسكندرية حتى العاصمة الإدارية الجديدة والتى سيقام فيها أول قداس عيد ميلاد يوم 6 يناير المقبل. ظلت مدينة الإسكندرية عاصمة الكرازة المرقسية ومقرًا للرئاسة الدينية والمقر الأول للكرسى الرسولى "البابوى" باعتبارها المدينة التي استشهد فيها مارمرقس الرسول، وذلك من القرن الأول الميلادي حتى القرن الحادي عشر الميلادي وتقام فيها قداسات الأعياد. وفى عهد البابا خريستوذولوس 66، نقل مقر الكرسى البابوى من الإسكندرية إلى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وذلك فى الفترة من 1040 حتى 1077م. وفى القرن الرابع عشر الميلادى، انتقل المقر البابوى من الكنيسة المعلقة بمصر القديمة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، ثم نقل الكرسى البابوى وأصبح بابا الكنيسة يترأس قداس العيد بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم واستمر ذلك من عام 1660م حتى عام 1799 م. وفى عام 1799، تم بناء الكنيسة المرقسية بالأزبكية، والتى ظل بابا الكنيسة يترأس قداسات العيد بها حتى عام 1964 م، وفي عام 1968م تم بناء كاتدرائية العباسية فى عهد البابا كيرليس السادس، وتم إحضار جزء من جسد القديس مارمرقس الإنجيلي والذي كان محفوظا بالفاتيكان، وتم دفنه أسفل الكاتدرائية وتم الافتتاح فى نفس العام بحضور البابا كيرلس السادس والرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسيلاسي، إمبراطور إثيوبيا في ذلك الوقت. في يوم 26 يونيو 1968، احتفل البابا كيرلس السادس، بابا الكنيسة، بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وفي نهاية القداس حمل رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية. وتوج البابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، فى عام 1971 وأصبحت كاتدرائية العباسية المقر البابوى لبابا الإسكندرية والتى ظل يترأس صلاة قداس العيد بها، حتى تم تجليس البابا تواضروس الثانى فى عام 2012 وأصبح البابا 118 للكنيسة الأرثوذكسية وظلت مقرا بابويا لرأس الكنيسة الأرثوذكسية. وفى يوم 6 يناير المقبل، تتجه الأنظار إلى الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية للاحتفال بأول قداس بها بعد مرور 50 عاما من أول قداس أقيم بالعباسية.