كتبت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن مدى تدخل الولاياتالمتحدة وأوروبا في مسار الأحداث في دول الربيع العربي، أن "تعبير "الانتفاضات" أكثر دقة من تعبير "الثورات" في وصف أحداث الربيع العربي، فحتى الآن لم تتغير ملامح النظام في مصر كثيرا، ولم تنجح التجربة الديمقراطية سوى في تونس، لكن الصورة لم تتضح بعد إذا ما كان نظامها الجديد سيكون أكثر عدلا من نظام بن على؟ وهذا ما يدعو البعض إلى التساؤل عما إذا كانت تلك الانتفاضات منظمة أم عفوية. وقد ساهمت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في توجيه الأحداث، كما تعاونوا مع القيادات العسكرية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس، وتدخل الغرب بصورة مباشرة في ليبيا لأسباب واضحة منها النفط الليبي، ويدل على ذلك توقيع المجلس الوطني الانتقالي الليبي العام الماضي اتفاقية تمنح فرنسا 3 % من صادرات النفط المستقبلية، رغم كل ذلك لا يبدو محقا من يقول بأن الثورات العربية مجرد أدوات في يد الغرب". واختتمت الصحيفة بالقول "إن أصحاب نظريات المؤامرة الأجنبية، مصابون بخوف مرضي لدرجة أنهم فقدوا إيمانهم بقدرة الشعوب على صنع تاريخها، فعلى سبيل المثال كانت الإضرابات العمالية في مصر أقوى وأكثر تأثيرا من المظاهرات الجماهيرية، وقد غيرت الانتفاضة المصرية نظرة الغرب للعرب والمسلمين، من اعتبارهم شعوبا إرهابية غارقة في الجهل إلى مثل يحتذى للسعي نحو الديمقراطية".