تواصلت أزمة الوقود فى المحافظات، واشتدت بقوة فى محافظات كانت قد شهدت انفراجة فى الأيام الماضية، ففى القليوبية عادت أزمة البنزين، خاصة 80، إلى الظهور بشدة، وعاد مشهد الطوابير أمام محطات الوقود إلى الظهور من جديد، وسادت حالة من الفوضى داخل المحطات، وتزاحم أصحاب الجراكن للحصول على البنزين وبيعه فى السوق السوداء أمام أعين أصحاب السيارات الذين يقفون فى طوابير طويلة ولا يحصلون على لتر واحد. وتجمهر العشرات من أصحاب السيارات أمام محطة الوقود بجوار كوبرى 15 مايو ببنها بسبب توقف العمل فى المحطة بعد 3 ساعات فقط بحجة نفاد الكمية التى تقدر ب 10 آلاف لتر، مما أثار غضب المواطنين واتصلوا بالنجدة وقسم الشرطة والتموين، ولم يحصلوا سوى على وعود بإرسال حملة وظل المواطنون فى انتظار استجابة ولم يأت أحد، فى الوقت الذى خرجت فيه سيارة محملة بجراكن مملوءة بالبنزين للسوق السوداء تم تجميعها خلال الزحام. وتمكنت أجهزة الأمن فى المنيا من ضبط سيارة نقل محملة بكميات كبيرة من البنزين والسولار تقدر ب 50 طنا، وتلقى اللواء ممدوح مقلد، مدير أمن المنيا، إخطارا بتمكن قوة من قسم شرطة مركز المنيا من ضبط سيارة بمقطورة أثناء مرورها بالطريق الصحراوى الشرقى محملة بكميات من البنزين والسولار تقدر ب 50 طنا. وطالب السائقون بحل الأزمة قبل شهر رمضان وقالوا إنهم لن يطيقوا الانتظار فى الطوابير الطويلة وهم صائمون، خاصة مع الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، وأضافوا أن أغلب محطات الوقود بالمراكز لا تصل إليها الحصص منذ 3 أيام، وتضخ أغلب الكميات فى مدينة المنيا فقط. كما اشتدت أزمة الوقود فى أسوان، حيث تقف السيارات بأعداد كبيرة أمام محطات الوقود، فى انتظار الحصول على السولار وبنزين 80، وشهدت الشوارع الرئيسية تكدسا للسيارات أمام محطات الوقود مما عطل سير الحركة المرورية، واضطرت بعض السيارات للسير فى طرق جانبية. واضطر السائقون للمبيت أمام محطات الوقود من أجل حجز الأدوار، ووعد المسئولون بحل الأزمة فى أقرب وقت، خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك. فيما واصلت وزارة التموين، بالتعاون مع الداخلية، حملاتها على أماكن بيع والإتجار بالوقود المدعم، تمكنت خلالها من ضبط 124 ألفا و850 لتر بنزين وسولار قبل بيعها بالسوق السوداء تحررت عنها 16 قضية مواد بترولية. من جانبه قال أحمد عبدالغفار، نائب رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، إن المشكلة الأساسية فى استمرار أزمة المواد البترولية بسبب ضعف الموارد المالية اللازمة من قبل الدولة لاستيراد الكميات اللازمة، التى تحتاجها الأسواق. وأشار إلى أن الأزمة ما زالت قائمة فى الغالبية العظمى من المحافظات، موضحا أن نقص الكميات فى المحطات السبب الرئيسى فى ظهور السوق السوداء باعتبار أنها تنشط فى أوقات الأزمات ولكن فى حالة ضخ كميات زائدة فلن يكون هناك احتياج من جمهور المستهلكين للجوء إليها، وكذا لن يقوم أصحابها بالمتاجرة؛ لأنهم لن يستفيدوا شيئا لتوافر المنتج بالأسعار المدعمة الرسمية، وأكدت مصادر مطلعة بقطاع البترول أن «الوزارة» قامت بتحويل أصحاب محطتى بترول إلى النيابة العامة، بعد ثبوت اشتراكهم فى عمليات تهريب 6 آلاف لتر بنزين 80 لبيعها فى السوق السوداء بعد توزيعها بمحطات الوقود فى أسيوط. وأضاف المصدر أن لجنة الشئون القانونية أرسلت تقريرا بالواقعة إلى النيابة العامة بعد الانتهاء من التحقق مع مرتبكى عملية التهريب، مشيرا إلى أنه جارٍ حاليا التحقيق مع محطة الوقود بالمنوفية، التى رفضت استلام بنزين 80 وطالبت بتبديله بنوع بنزين 90. من جانبه أكد المهندس عمرو مصطفى، نائب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول بغرفة العمليات، أن محافظة الغربية طالبت بزيادة كميات البنزين والسولار وهو ما وافقت عليه الهيئة، حيث سيتم ضخ كميات إضافية إلى محافظة الغربية بنسبة تزيد على 20% بعد حدوث شلل مرورى نتيجة التزاحم أمام محطات الوقود، مشيرا إلى أن الكميات تبلغ 8 آلاف لتر بنزين بجانب 17 ألف لتر سولار.