بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) فى وضع تصوراتها لشكل العالم ودور الولاياتالمتحدة فيه فى عام 2030، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية. تقول الصحيفة: إن مجلس المخابرات الوطنى، التابع ل«سى آى إيه» المعنى بوضع تصوراته عن العالم مرة كل خمس سنوات، عمل على وضع سيناريوهات لشكل العالم فى تقرير معنون «اتجاهات العالم فى 2030» تم إعداده بعد جولة فى أبحاث مؤسسات الفكر الأمريكية حول الأوضاع العالمية عقب انتخابات الرئاسة الأمريكية فى نوفمبر المقبل. ويتوقع التقرير أنه بحلول عام 2030 ستكون الاتجاهات الرئيسية للنظام العالمى مرتبطة بالتوزيع السكانى وكثافته وتحرير الفرد وتمكينه وتلاشى ثقل عدد من الدول، فيما ستكون قضايا الطاقة والمياه والتغذية أبرز المشكلات التى سيعانيها سكان العالم وهى معضلات ستتحكم فيها متغيرات رئيسية مثل الاقتصاد ونظم الحكم والصراعات المسلحة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى دور الولاياتالمتحدة وهو الأمر الذى توقع الخبراء أنه سيغيب أو سيتقهقر أو ستتقاسمه واشنطن مع بكين. ويرجح الباحثون تحقق سيناريو تلاشى الهيمنة الأمريكية والأوروبية بفعل الأداء الاقتصادى فى مقابل صعود آسيوى قوى سيهدده بالدرجة الأولى تقلبات الأسواق العالمية والتغير المناخى، ويرون أن العالم سيعانى فى تلك الأعوام ضعف الإرادة السياسية العالمية بسبب تهميش المنظمات الدولية فى الوقت الذى قد تتصاعد فيه الصراعات العسكرية، لا سيما بين الولاياتالمتحدة والصين. وأرجعوا سيناريو تقهقر الدور الأمريكى دوليا إلى الركود الاقتصادى العالمى، الأمر الذى سيؤدى إلى عدم استقرار كثير من دول العالم، لا سيما فى آسيا والشرق الأوسط التى ستتحول إلى بؤر صراع مفتوحة. ووضعوا سيناريو أخيرا قائما على تقاسم واشنطنوبكين قيادة العالم، الأمر الذى سيترتب عليه ولادة عصر ذهبى جديد فى العلاقات الدولية لو تحقق.