«بعد ثورة يناير بدأت اللحى تظهر فى كل مكان كانت محظورة فيه فى عهد مبارك بدءا من أقسام الشرطة وحتى قصر الرئاسة».. صحيفة «واشنطن بوست» اهتمت برصد ظاهرة انتشار اللحى فى مصر بعد سقوط مبارك واعتبرتها جزءا من الصراع أو «الفوضى» بعد ثورة 25 يناير لتحديد دور الإسلام فى الهوية المصرية، وقالت الصحيفة الأمريكية إن الإصرار على اللحية والحجاب يعد نوعا من رد الفعل على مساواة نظام مبارك بين التدين والإرهاب لسنوات طويلة، وأكدت الصحيفة أن افتقار مصر لتقاليد قوية لممارسة الحريات الفردية يجعل الجدل حول اللحية والحجاب قضية صعبة الحل، ومن غير المتوقع أن يعزز الدستور الجديد الذى سيهيمن عليه الإسلاميون الحريات الشخصية، ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها قوله «إن الدستور الجديد إذا نص على حق إطلاق اللحية فعليه أن يسمح بارتداء البكينى». وعدد التقرير قطاعات مختلفة يطالب بعض أفرادها الرجال بإطلاق لحاهم ومطالبة أفرادها من النساء بارتداء الحجاب مثل مراكز الشرطة والبنوك وشركات الطيران، وشاشات التليفزيون، وغيرها من الأماكن التى كانت تحظر اللحية والحجاب بموجب القانون أو العرف. ونقلت الصحيفة عن حمدى أحمد، أحد ضباط الشرطة الموقوفين عن العمل بسبب إطلاق لحاهم، قوله: «كل يوم كنت أطلب من الله المغفرة وأنا أحلق ذقنى». ومؤخرا قدم عدد من موظفى وموظفات الاستقبال فى شركة مصر للطيران طلبات لإطلاق لحاهم وارتداء الحجاب، ورفضوا اقتراحا مبدئيا بارتداء زى فرعونى موحد يحل مشكلة الحجاب بارتداء تاج على الرأس، وبدأ غطاء الرأس يظهر على رؤوس بعض مذيعات التليفزيون بعد أن كان ممنوعا لعقود طويلة، لكن التطور الأكثر إثارة فى مصر هو ظهور اللحية فى القصر الرئاسى، فالدكتور محمد مرسى ليس أول رئيس منتخب ديمقراطيا فحسب، بل هو أيضا أول رئيس ملتحٍ -لأسباب دينية- منذ محمد على باشا.