وصف خبراء سياسيون وإعلاميون خطاب الرئيس محمد مرسى، أمس، خلال الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكلية الحربية، بأنه كان «خطاب تهديد ووعيد»، وتضمن رسائل إلى المجلس العسكرى وعدد من القوى السياسية. كان مرسى استهل كلمته، فى الاحتفال الذى شهده المشير حسين طنطاوى، بالآية الكريمة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، وهى نفس الآية التى تتخذ منها جماعة الإخوان المسلمين شعاراً لها. وهاجم الرئيس فى خطابه من سماهم «المتطاولين»، وقال: «وبهذه المناسبة أقول للمتطاولين: لا يغرنكم حلم الحليم، فبالقانون وحده نستطيع ردعكم، لكننا نريد أن تسير شئون بلادنا بالحب والود والتفاهم». ووجه مرسى رسالة ضمنية إلى المجلس العسكرى بتأكيده أنه يتشاور مع القوى السياسية من مختلف التيارات ورجال القانون لكيفية وضع تصور تشريعى خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم مصلحة البلاد، وهو ما يكشف عن وجود مساعٍ لسحب السلطة التشريعية من المجلس العسكرى أو طرح حلول بديلة للإعلان الدستورى المكمل. ورغم حرارة خطاب مرسى ورسائله لم يخلُ الخطاب من تحية إلى المشير طنطاوى، الذى خاطبه بوصفه وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وجدد تأكيده على أن القوات المسلحة أوفت بوعدها قائلاً: «أشهد أن القوات المسلحة أوفت بوعدها فى تسليم السلطة وانحازت للشعب منذ تسلمت مقاليد الأمور فى البلاد». وقال الدكتور سامى الشريف، عميد كلية الإعلام بجامعة التكنولوجيا، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، إن ما دفع الدكتور مرسى إلى استخدام لغة التحذير فى كلمته هو الموقف السياسى الملتبس، وكثرة الجدل حول الأخطاء الدستورية والقانونية التى وقعت فيها القيادة السياسية وتطاول البعض على شخص رئيس الجمهورية. وأكد الإعلامى ياسر عبدالعزيز أن الرئيس يدرك أنه يتعرض لحملة منظمة، سواء فى وسائل الإعلام أو فى احتجاجات الشارع، تستهدف نزع هيبته وهز مكانته كرئيس للجمهورية، ويحاول الرئيس أن يضع قيداً على استباحة مكانته عبر التحذير الخشن، لكنه فى الوقت نفسه يتفادى الانزلاق إلى المنحى الاستبدادى، فيركز على أن وسائله ستكون قانونية.