ظهروا على الشاشات بعد القبض عليهم، وهم فى حالة استسلام تام للسلطات، لكنّ شيئاً وحيداً أثار الدهشة لدى الجميع؛ هو الابتسامة العريضة التى غطت وجوههم ولم يكن لها معنى.. هذا هو حال معظم قيادات جماعة الإخوان المسلمين بعد القبض عليهم مؤخراً، لتنطلق التساؤلات التى تطلب تفسيراً لتلك الابتسامات المثيرة للحيرة؟! رسالة طمأنة لشباب الجماعة لاستكمال المسيرة.. صدمة نفسية وخوف.. رسالة من الشرطة لبيان طريقة التعامل المثلى مع المعتقلين.. هى بعض التفسيرات لابتسامة قيادات الإخوان أمام الكاميرا، والتى كانت مثاراً لسخرية مرتادى شبكات التواصل الاجتماعى، فالبعض اعتبرها «شبه ضحكة السيكوباتى فى الأفلام الأجنبى قبل ما يفجر نفسه والشرطة بتقبض عليه» والبعض الآخر شبهها ب«ضحكة مبارك من خلف القضبان». أفضل وقت لمعرفة حقيقة أى شخصية هى وقت تعرضه لشدة أو محنة، بحسب منال زكريا أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة القاهرة، ففى لحظات الشدة لا تكون درجة التركيز عالية، ومن السهل إظهار ما تشعر به، وهو ما تمثل فى حال قيادات جماعة الإخوان الذين تم القبض عليهم، فهم على دراية بخطورة موقفهم وفقدانهم لتأييد الشارع فبدأت تظهر شخصياتهم الحقيقية. ولأن ضحكة كل قائد تعكس جزءًا من شخصيته، فابتسامة كل قيادة من تلك القيادات لها دوافعها وأسبابها، فابتسامة حسن البرنس القيادى الإخوانى فى الإسكندرية مصطنعة إلى حد كبير ويظهر من خلالها خوفه وقلقه، وقدر من «تبلد الإحساس» فهو يحاول إخفاء توتره من خلال «ماسك» التبلد. «الانتهازية واليأس» هما ما عكسته ابتسامة صفوت حجازى وأكد ذلك اعترافاته المتناقضة فى النيابة، وهى بالتأكيد تعكس سمة فى سلوكه وهى مخالفة ما يقوله لأفعاله، وتعكس أيضاً شخصيته الأقرب إلى «الانتهازية». أما ابتسامة مراد على، المتحدث الإعلامى باسم حزب الحرية والعدالة، فتعكس حالة من الهدوء النسبى الذى يأتى بعد الهزيمة الساحقة كأن لسان حاله يقول: «يا فرحة ما تمت»؛ فهى ابتسامة الفشل فى تحقيق الأهداف التى يسعى إليها، كما أنها تعكس حالة من الاطمئنان والثقة، مؤكدة أنه من تعبيرات وجهه يظهر أنه الأكثر ذكاء فيمن تم القبض عليهم لقدرته على إخفاء قدر كبير من الخوف الذى يشعر به وظهوره بصورة الواثق من انتصاره.