رغم أن عمر لطفي بك، صاحب طرح فكرة تأسيس النادي الأهلي في العقد الأول من القرن، وقد تولدت الفكرة في ذهنه خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ عام 1905، إلا أنه لم يتولى منصب رئيس النادي، لأنه اعتبر أن تأسيس نادي طلاب المدارس العليا سياسيا بالدرجة الأولى، ووجد أن هؤلاء الطلاب بحاجة إلى نادي رياضي يجمعهم لتمضية وقت الفراغ وممارسة الرياضة. وعرض فكرة إنشاء الأهلي، على مجموعة من أصدقائه الذين تحمسوا للفكرة، ليتم تأسيسه عام 1907، وتقرر تكوين شركة رأسمالها خمسة آلاف جنيه مصري على شكل ألف سهم وقيمة السهم الواحد خمسة جنيهات، ويعتبر النادي الأهلي أول نادي للمصريين في مصر. واعتبره الكثير لفتة نادرة في إنكار الذات، تنازل عمر لطفي بك عن شرف المنصب التاريخي لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح الإنجليزي ميتشل إنس الذي كان مستشارا بوزارة المالية آنذاك، وذلك لتيسير عملية الدعم المالي للنادي. عقد أول اجتماع لمجلس إدارة النادي الأهلي في 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة في الخامسة والنصف مساءً بمنزل إنس بالجيزة، وبرئاسته وعضوية كل من إدريس راغب بك وإسماعيل سري باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيرا. وكان أمين سامي باشا أول من اقترح اسم النادي الأهلي للرياضة البدنية، وتمت تسمية الأهلي بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجي المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ولذلك نشأ وطنيًا مصريًا للم شمل الشباب المصري. وأمين سامي باشا هو مؤرخ مصري ولد عام 1857 وتوفي عام 1941 وهو ابن الشيخ محمد حسن البرادعي المصري من قرية البرادعة بمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية. وتخرج من مدرسة المهندسخانة في عام 1874م وعمل مفتشا بنظارة المعارف وفي دار المحفوظات المصرية منذ عام 1880 قبل أن يتولى نظارة مدرسة الناصرية "المبتديان" لمدة ربع قرن، وتم اختياره عضوا في مجلس الشيوخ تقديرا لعلمه وفضله وبقى عضوا فيه حتى وفاته. أما إسماعيل سري باشا فقد عين ناظرا للأشغال العمومية والحربية والبحرية عدة مرات على النحو التالي، من نوفمبر 1908 حتى 21 فبراير 1910 في النظارة التاسعة عشر برئاسة بطرس باشا غالي، ومن 23 فبراير 1910 حتى 5 إبريل 1914 في النظارة العشرين برئاسة محمد سعيد باشا، ومن 5 إبريل 1914 حتى 19 ديسمبر 1914 في النظارة الحادية والعشرين برئاسة حسين رشدي باشا، ومن 19 ديسمبر 1914 حتى 9 أكتوبر 1917 فى الوزارة الثانية والعشرين برئاسة حسين رشدى باشا. ومن 10 أكتوبر 1917 حتى 9 إبريل 1919 في الوزارة الثالثة والعشرين برئاسة حسين رشدي باشا، ومن 9 إبريل 1919 حتى 22 إبريل 1919 في الوزارة الرابعة والعشرين برئاسة حسين رشدي باشا، ومن 21 مايو 1919 حتى 21 نوفمبر 1919 في الوزارة الخامسة والعشرين، ومن 21 نوفمبر 1919 حتى استقالتة في 4 مارس 1920 في الوزارة السادسة والعشرين برئاسة يوسف وهبة باشا وكانت الاستقالة بسبب الأزمة السياسية في فبراير 1920 والتي حدثت بسبب مطالبتة بتعيين عضو مصري في لجنة فحص مشروعات الري الكبرى في مصر والسودان يتمتع بالحقوق والأختصاصات التي يتمتع بها باقي أعضائها، ومطالبتة أن تنشر مشروعات الري المقترحة على الجمهور المصري وأن تتعهد حكومة السودان ألا تأخذ من مياه النيل إلا المقدار المحسوب لري المساحات المتفق عليها من أرض الجزيرة وقد قرر مجلس الوزارء آنذاك تعيين حسين باشا واصف عضوا باللجنة وبذلك انتهت الأزمة وسحب استقالتة ثم قبلت الاستقالة بعد ذلك في 4 مارس 1920.