قتل أربعون شخصًا على الأقل في انفجارين هزا دمشق صباح اليوم الخميس في واحد من أعنف الهجمات التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام، دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود إلى دعوة "الجميع في سوريا وخارجها" للمساعدة على وقف اعمال العنف. وأدان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التفجيرين، مؤكدًا أن "هذه الأعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سوريا". وجاء الهجومان غداة تفجير وقع لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم مود في درعا أسفر عن إصابة عدد من الجنود السوريين المرافقين بجروح. وسارع المجلس الوطني السوري إلى اتهام النظام بتدبير انفجاري دمشق، "ليقول للمراقبين:"إنهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا". وقتل أكثر من أربعين شخصًا، وجرح 170 آخرون في الانفجارين "الإرهابيين" بحسب التليفزيون السوري. وقال التليفزيون في شريطه الإخباري:"أكثر من أربعين شهيدًا إضافة إلى أشلاء لعدد من الجثامين، وأكثر من مئة وسبعين جريحا في حصيلة اولية للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا قرب مفرق القزاز بدمشق". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "المعلومات الأولية تشير إلى سقوط نحو خمسين سوريا من المدنيين وقوات الأمن وإصابة أكثر من مائة" في الانفجارين اللذين وقعا أمام مبنى من تسع طبقات يضم أحد الفروع الأمنية. وأضاف:إن "سيارة انفجرت وشوهد الدخان يتصاعد من المنطقة". وبحسب المرصد السوري فإن هذا الهجوم واحد من أعنف الهجمات التي وقعت في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عام. ووقع الانفجاران بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت دمشقجنوب في العاصمة أثناء "توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم"، بحسب التليفزيون السوري. وأفاد مصور لوكالة فرانس برس أن أشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وأن عددًا من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة أمتار. وبث التليفزيون السوري صورًا من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والأشلاء، ويسمع فيها أشخاص يقولون "هذه هي الحرية التي يريدونها" في إشارة إلى المعارضين للنظام. وشهدت دمشق في الأشهر الأخيرة عدة انفجارات كان آخرها في السابع والعشرين من أبريل أودى بحياة 11 شخصًا، فيما أسفر انفجار في ديسمبر عن مقتل 44 شخصًا. وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض لوكالة فرانس برس إن النظام يقف وراء هذه التفجيرات "ليقول للمراقبين إنهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا". وأضاف نشار:"إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟". وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات "لا سيما في أيام الجمعة أو قبل أيام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها". وأضاف "للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الأعمال". وأثناء زيارة إلى موقع الانفجارين، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود الخميس نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا. وقال مود في تصريحات للصحفيين:"أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه". وأضاف مود:"هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الأعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سوريا". وتابع قائلا:"أود أن أعبر عن تعازي الخالصة إلى أولئك الذين فقدوا أعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي، وإلى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة بشكل يومي منذ أشهر طوال".