طلبت حركة «النهضة» التونسية، التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، من «الاتحاد التونسى للشغل»، التوسط لإدارة حوار مع المعارضة التونسية، فى محاولة لقطع الطريق أمام تظاهرات المعارضة المطالبة برحيلها، ومستبقة بذلك دعوة جبهة الإنقاذ الوطنى المعارضة لتظاهرات ما سُمّى ب«أسبوع الرحيل» فى الفترة من 24 إلى 31 أغسطس. وقال راشد الغنوشى، زعيم «النهضة»، عقب اللقاء الذى جمعه مع حسين العباسى، الأمين العام لاتحاد الشغل: «طرحنا جملة من الأفكار والمقترحات على قيادة الاتحاد، وهى بدورها ستدير الحوار حولها مع عدد من الأطراف السياسية». وأضاف «الغنوشى»: «نشعر أن هناك تقدماً فى الحوار مع المركزية النقابية نحو انطلاق قريب للحوار الوطنى الشامل». من جانبه، قال «العباسى» إن «الغنوشى طرح جملة اقتراحات يريد استئناف الحوار حولها مع المعارضة. سنلتقى أحزاب المعارضة لننقل إليها مقترحات النهضة، وسأعقد اجتماعاً مجدداً مع النهضة مساء اليوم». وأكد «العباسى» أن النهضة مطالبة بتقديم أكثر ما يمكن من التنازلات، وكذلك المعارضة حتى نلتقى حول مصلحة البلاد. ودعت المعارضة إلى التظاهر ضد حركة «النهضة»، بعد اجتماع «جبهة الإنقاذ» فى مقر الحزب الجمهورى. وقال القيادى فى الحزب منجى اللوز، إن «الجبهة تدعو القوى الوطنية إلى دعم جهود الجبهة لحمل الحكومة على الرحيل وإنجاح أسبوع الرحيل». وأضاف «اللوز» أن «الجبهة أدانت ما أقدمت عليه النهضة الأسبوع الماضى، من تعيينات جديدة فى قطاعى الإعلام والأمن على أساس الولاء الحزبى للحركة». وأدانت الجبهة حركة «النهضة» بشدة بسبب «استمرارها فى تعنتها ورفضها الاستجابة لمطالب الشعب، وإقدامها على تأزيم الأوضاع بالتعيينات الحزبية فى قطاعى الأمن والإعلام». وأكدت الجبهة بكافة مكوناتها تضامنها مع حملة التشويه التى تتعرض لها الجبهة الشعبية، من قبل «النهضة»، وشددت على التمسك بكافة المطالب لها بحل الحكومة وحل المجلس التأسيسى وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى تترأسها شخصيات مستقلة تضم كفاءات وطنية محدودة العدد تُشرف على الانتخابات القادمة ولا تترشح لها. وقال سمير بالطيب، القيادى فى جبهة الإنقاذ: «ندعو إلى تظاهرات ميدانية كبرى فى أسبوع الرحيل فى كامل ولايات البلاد». من جهته، قال محمد الأزهر العكرمى، القيادى بحركة «نداء تونس»، ل«الوطن»، إن «حركة النهضة تتبع سياسة المناورة، وتتعامل مثل حكومة حماس فى غزة؛ باعتبارها أن نتائج الانتخابات نتائج أبدية تأتى بها إلى السلطة ولا انتخابات بعدها». وأضاف: «النهضة لن تقدم الجديد لأن مطالب المعارضة والشعب واضحة، رحيلها أولاً ثم بعد ذلك يأتى الحوار، وكيف يكون الحوار وهى رافضة خروجها من الحكومة». وتابع «العكرمى»: «النهضة ما زالت متمسكة بوهم اسمه الشرعية، مثلما فعل الرئيس المعزول محمد مرسى، بل هى أقل فى الشرعية منه، لأننا فى تونس انتخبناها لعام واحد فقط والعام انتهى دون أى تقدم سياسى».