بقدمه المتورمة من ساعات الوقوف أمام القصر الرئاسي يقف محمد عبد القادر حاملاً معه همومه غير مبالي بحرارة الشمس ، فهو يقف في طابور الكل فيه سواء نعم سواء و لكن في الظلم، فهم جميعا يقبضون بايديهم على ورقة كتب فيها ميعاد للمقابلة ورقم هاتف واحد ، و رغم صعوبة الموقف يظل بريق الأمل لحل مشاكلهم يدفعهم للبقاء. و ما بين صخب الجموع وشكوى المتظلمين من عبث ارقام الهواتف الوهمية وعشوائية "ديوان المظالم" الذي اعتبره عم محمد القشة التي تعلق بها لتنقذه مما ظلم الدنيا له، يصرخ الرجل الأربعيني فيمن حوله قائلا، "والله العظيم ديوان المظالم ده أونطة وبيضحكوا على الناس وحسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ حسان عشان انت اللي خلتنا نختار مرسي". يخترق صياح الرجل صراخ الاطفال الثلاثة الذي اصر والدهم على أن يدخل بهم لمقابلة أي شخص من القصر الرئاسي أو أن يموت هو واسرته، ليكافحون معه حرارة الجو، و مرارة الوقوف لساعات طويلة امام باب الديوان انتظارا للفرج كما يقولون. إلا أن عويل هذه الأسرة و صراخهم أثار تعاطف الحضور، ليشاركوا الأسرة توسلاتها من أجل السماح لهم بدخول القصر، و هو ما استجاب له أفراد الحرس الجمهوري ليدخل أفراد الأسرة سويا لعرض شكواهم، و رفيقهم في كل خطوة هو الأمل في الانصاف ليخرجوا من دائرة المظلومين التي دخلوها رغما عنهم.