قال المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، إن تصويت النواب بقبول سحب استقالته من البرلمان، يعد رفضاً للاستقالة، مؤكداً أن البرلمان فى كل مكان بالعالم يسعى لتجنب أى شخصنة مع النواب، لذلك يرفض قبول الاستقالة فى المرة الأولى، مشيراً إلى أنه تعرض لحرج كبير من زملائه النواب، الذين طالبوه بسحب الاستقالة وفى مقدمتهم الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، الذى كان حريصاً على عدم تمرير الاستقالة، حسب وصفه. رئيس حزب المحافظين ل«الوطن»: نائبان من «دعم مصر» بكيا حين عرضت استقالتى.. و«عبدالعال» قال لى «مفيش حاجة اسمها استقالة.. انسى» وأضاف رئيس حزب المحافظين، فى حواره ل«الوطن»، أن البرلمان الحالى انتقالى، حيث ما زالت مصر تتحول إلى أن تكون «دولة»، لذا على البرلمان أن يلعب دور الداعم والمساند لها، عبر وضع استراتيجية وخطة تشريعية يسير عليها. ما الذى دفعك لسحب استقالتك من مجلس النواب؟ - اعتاد العالم والبرلمانات، وكذلك البرلمان المصرى فى تاريخه القديم والحديث، عدم قبول الاستقالة من أول مرة، لأنها إذا قبلت من أول مرة فهذا معناه أن هناك ديكتاتورية لقوة معينة داخل البرلمان، لذلك إذا قبلت فهذا سيكون مخالفاً للتقاليد البرلمانية، فالبرلمان فى كل مكان بالعالم يسعى لتجنب أى شخصنة مع النواب، فعليه أن يرفض الاستقالة، وعلى الجانب الآخر بعد رفض الاستقالة، يرسل النائب حال إصراره على الاستقالة، خطاباً لاحقاً يؤكد فيه ذلك للمجلس. هل استمعت اللجنة العامة لأسباب استقالتك، قبل عرضها على الجلسة العامة؟ - نعم، جلس معى الدكتور على عبدالعال بمفرده، واعتبرته معبراً عن هيئة المكتب، والحقيقة الدكتور على عبدالعال خفيف الظل، وسريع البديهة، وعندما جلس معى للمرة الأولى منذ نحو عام، قال مفيش حاجة اسمها استقالة انسى، فهو كرئيس برلمان يهمه أن يكون هناك اختلاف فى الرأى والرؤى، وهذا أمر مهم جداً داخل أى برلمان وإلا لن يفرز أى نتيجة، سيفرز رأياً واحداً، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات، وطلبت منه أن تعرض الاستقالة على الجلسة العامة، ونرى إلى أين سيصوت البرلمان. المؤسسة العسكرية هى الوحيدة التى تملك القوة المادية لفرض الأمن والأمان وضبط البلد إلى أن يتحول إلى دولة.. والحكومة غلبانة وعليها دور كبير.. والله العظيم لو اتحايلوا علىّ أكون رئيس وزراء لن أقبل ما الذى حدث خلال الجلسة العامة التى شهدت عرض الاستقالة؟ - لم أسحب الاستقالة قبل الجلسة العامة، حيث لا يجوز ذلك طالما وضعت فى خطة العرض على الجلسة العامة، لذا كان لا بد لها من العرض، فإذا اقتنع العضو خلال المناقشة بوجهة نظر البرلمان، وسحب الاستقالة، فليس من حقه سحبها فقط، فلا بد أن يوافق أو يرفض البرلمان على سحبها، فما حدث هو أنه تقديراً لدور الزملاء، ومحاولتهم القوية إقناعى لسحبها، استجبت وقلت سأسحب الاستقالة وأسحب أسبابها، والأسباب كانت موضوعية تخص العمل البرلمانى، التى منها زيادة القدرة التشريعية للبرلمان، وزيادة القدرة المحاسبية والرقابية للبرلمان، ولم يكن كلاماً نظرياً ولكن كانت خطة بمنهج، لأن العضو وهو يصوت على أمر لا بد أن تكون لديه دراسة عن أثرها الاجتماعى حتى يوافق أو يرفض، وهذه أشياء تعرض على النواب فى برلمانات العالم قبلها بفترة، حتى يقرر وهو على دراية كافية، لكن هذا لم يحدث. هل كنت تريد أن يرفضها البرلمان؟ - لا، كنت أريد أن تسير وفق التقاليد البرلمانية، كانت لدىّ رغبة شديدة فى ترك المجلس، والأعضاء فى الحقيقة وهذا فضل منهم منعونى من الخروج من القاعة، لو خرجت كان الحرج سيذهب، وكانوا سيصوتون دون حرج، بالموافقة أو الرفض على الاستقالة، لكن حين رغبت فى الخروج من القاعة منعاً للحرج، قال لى محمد السويدى، رئيس ائتلاف الأغلبية، لا تتركها فى رقبتنا، ندعوك لسحب الاستقالة، فقلت أنا عايزهم يصوتوا، وأدركت أنهم لن يصوتوا إلا إذا تقدمت بطلب لسحب الاستقالة، إذن لو طالبت بسحب الاستقالة، ورفضوا سحبها، فهذا معناه قبول الاستقالة، كنت أريد منهم أن يصوتوا على الاستقالة، ولم يكن هناك مخرج سوى التقدم بطلب لسحبها، استجابة لمطالب الأعضاء الذين أحرجونى وألحوا فى مطالبتى بذلك، والذين كان منهم نواب من ائتلاف دعم مصر، ومن تحالف «25- 30»، سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، وعبدالحميد كمال، ومجموعة كانوا يسدون الطريق لمنعى من الخروج، وكانوا يجلسوننى بالضغط، وهذا شعور طيب، بل إن اثنين من نواب «دعم مصر» بكيا حين عرضت استقالتى، أى شخص لا بد أن يكون سعيداً بتمسك النواب به بهذا الشكل، فاستجبت وتقدمت بطلب بسحب الاستقالة، منتظراً رفض الطلب، الذى كان سيعنى بالنسبة لى قبولاً للاستقالة، لكنهم قبلوا بسحب الاستقالة، وقبول سحب الاستقالة معروف أنه بمثابة رفض للاستقالة، فلم تكن هناك طريقة لدفع الأعضاء للتصويت سوى هذه، فى ظل الحرج الذى وضعنى فيه النواب الأفاضل، وبعد هذه الجولة كان لا بد من وضع نقطة والبداية من أول السطر. هل كان هناك من بين النواب من يريد قبول استقالتك؟ - نعم، سمعت نائبة تقول «سيبوه يغور بقى»، ونائب آخر يقول أرى أن نقبل الاستقالة، وآخرون أعلنوا قبول الاستقالة، وكانت هناك محاولات كثيرة لاستفزازى، لكن هناك آخرين من «دعم مصر» وخارجه، كانت نيتهم كويسة، كانوا لا يريدون قبول الاستقالة، واستمرارى فى العمل معهم، وهذا ربما لا يكون حباً فى شخصى، وربما حفاظاً على شكل البرلمان، وهذا حقهم، فهذا عمل جيد فى الحياة البرلمانية والنيابية، وصراحة رئيس البرلمان كان موقفه جيداً جداً، الدكتور على كان ينظر فى هذا الوقت للبرلمان، ليس للأكثرية ولا ل«أكمل»، ولم يشخصن الأمور بينه وبين مقدم الاستقالة، رغم أن من ضمن الأسباب، التى ضربت بها أمثلة، كان أداء دكتور على عبدالعال. أوصى البرلمان فى الفترة المقبلة ألا يعمل فى الغرف المغلقة.. و«لما ائتلاف دعم مصر يأخذ أعضاء من الأحزاب ده غير مقبول ويعمل على إجهاض الديمقراطية» ما خطة عملك فى دور الانعقاد الثالث؟ - سأركز على تقديم بيانات عاجلة، أو مهمة، بالإضافة إلى طلبات الإحاطة، والاقتراحات برغبة فى إصدار قوانين أو تعديلات قوانين، وهذا سيكون تركيزى الفترة المقبلة، حتى لا أدخل فى صراعات. هل ستكون نائباً مهادناً؟ - لا، لا أعرف المهادنة، لكن سأقوم بتقديم طلبات الإحاطة، وأستخدم الأدوات الرقابية المتاحة لى، فليس بيدى شىء آخر، طبيعى البرلمانات تدار بالأغلبية، لكن على الأغلبية ألا تجور على حقوق الأقلية. ما الذى توصى به البرلمان الفترة المقبلة؟ - نقل البرلمان من قاعة الجلسة العامة للغرف المغلقة، من أخطر الأمور التى من الممكن أن تكون موجودة فى أى برلمان، أوصى البرلمان فى الفترة المقبلة ألا يعمل فى الغرف المغلقة، وأتمنى أن يكون هناك تغيير فى الأداء الفترة المقبلة، ولا بد أن يكون هناك اختلاف فى الرأى، فبدون الاختلاف لن يعرف أحد عيوب ومزايا القوانين، فهذا مهم للجميع لمن يوافق ومن يرفض. ما تقييمك لأداء حزب المحافظين فى مجلس النواب؟ - وفق الأدوات المتاحة، جيد جداً، ومن الممكن أن نكون أفضل بكثير من الأداء الحالى، لدينا على الأقل أجندة تشريعية كاملة لدور الانعقاد المقبل، لدينا عمل شعبوى هائل نقوم به، والنواب لديهم دور قوى فى الشارع، ولدىّ جولات الفترة المقبلة فى دوائر كثيرة، وفى محافظتى الشرقية والغربية. هل من الممكن أن يصبح حزب المحافظين رقم واحد فى الأحزاب يوماً ما؟ - بالتأكيد يقدر يكون رقم واحد، إذا لم يكن هو الآن رقم واحد، ليس فى عدد نوابه، انظرى إلى لائحته وبرنامجه، وحركته فى الشارع، هو الحزب رقم واحد، ليس فيها جدال، مقارنة بالأحزاب هو رقم واحد، وهناك على فكرة معايير يتم القياس عليها، الجمعية العمومية الخاصة بها 1700 من 17 محافظة، وناسنا من الشارع، وليسوا موظفين عند «أكمل». حزب المحافظين له 5 نواب، والمصريين الأحرار 65، والوفد 43، فكيف تراه رقم واحد؟ - ال5 نواب الممثلين لحزب المحافظين فى مجلس النواب، ب50 نائباً. لماذا تم فصل النائبة سارة صالح؟ - لانضمامها لائتلاف دعم مصر. هل تفصلون أى نائب ينضم ل«دعم مصر»؟ - نعم، هل مصر فى سبيلها لتقوية الحياة السياسية، وإحياء الفكر السياسى أم إماتته، وإجهاض التعددية السياسية، لما ييجى دعم مصر، يأخذ أعضاء من الأحزاب، فهذا شىء غير مفهوم على الإطلاق، أنا أفهم إن ائتلاف دعم مصر، يضم نواباً مستقلين، اجتمعوا لرغبتهم فى وجود كيان موحد يجمعهم، فلا يريدون أن يكون كلامهم وأفكارهم من أنفسهم، فيتجمعون حول فكرة، لكن أجيب من الشرق والغرب عشان فكرة يكونوا إيد واحدة، فهذا غير مقبول، بذلك يتم إجهاض الديمقراطية. كيف ترى أداء الرئيس السيسى؟ - نختلف مع الرئيس السيسى أحياناً فى بعض الأولويات، نحن فى الحزب نرى أولويات أخرى مختلفة، وفى نفس الوقت أيضاً نقولها بصراحة، نلتمس له العذر فى ظروف هذا البلد، لأنه فى الحقيقة عندما قال إننا «لا دولة»، نحن حقيقة «لا دولة»، الدولة يجب أن تكون لها أنظمة، لا توجد أمة فى العالم يمكن أن توفق لنجاح، إلا إذا كان لها نظام تسير عليه، وإذا انهار هذا النظام انهارت، إحنا الأنظمة التى لدينا ليست أنظمة وإنما لعبة فى يد مجموعة من النخبة، وأهمهم النخبة التى يناط بها إدارة شئون البلد، المدير الصغير فى أى مؤسسة هو من أسباب فساد هذا النظام، وأقولك بصراحة، هى ليه الناس انتخبت الرئيس السيسى؟ لأن الرئيس السيسى خريج القوات المسلحة، ونحن فى هذا الوقت نريد شخصاً يأتى من هذه المؤسسة، لأنها هى الوحيدة التى تملك القوة المادية لفرض الأمن والأمان، وضبط البلد، إلى أن يتحول لدولة. هل ما زلنا نعيش حتى الآن فى «لا دولة»؟ - لم تتحول مصر بعد لتصبح دولة، والبرلمان عليه دور كبير لتحويلها لدولة، فعليه ممارسة الدور الداعم، المساند، المرشد للدولة المصرية.