أمين «المصرية للأمراض العصبية» ل«الوطن»: هناك نحو 30 ألف مريض ب«التصلب المتعدد» فى مصر.. ونسبة الإصابة أكبر فى «الإناث»

قال الدكتور ماجد عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، الأمين العام للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، إن مرض «التصلب المتعدد» يتمثل فى اضطراب أو خلل فى جهاز المناعة، ما يصيبه بخلل فى أداء وظيفته، فيهاجم مناطق «الأعصاب» فى جسم الإنسان بدلاً من مهاجمة البكتيريا أو «الفيروس» المتسلل إلى الجسم، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف علاجات جديدة للمرض، منوهاً بأنه سيتم توفيرها بالسوق المحلية خلال العام المقبل. وأوضح «عبدالنصير»، فى حوار خاص ل«الوطن»، أن هناك علاجات حديثة للمرض يأخذها المريض لمدة عامين فقط، ولا يتناولها طول العمر، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى أن المصابين فى مصر عددهم لا يقل عن 30 ألف مريض، كما أن نسبة المصابين بالمرض من الإناث أكبر من الذكور، والمصابين فى الفئة العمرية بين 20 و40 عاماً، مطالباً المرضى بالابتعاد نهائياً عن التدخين والمنبهات والإقلال من الملح واللجوء للسمك والخضراوات والفواكه.. وإلى نص الحوار:
د. ماجد عبدالنصير: اكتشاف علاجات جديدة ل«خلل جهاز المناعة».. وتوفيرها بالسوق المحلية قريباً
حدثنا عن ماهية مرض التصلب المتعدد؟
- «التصلب المتعدد» مرض يصيب الجهاز العصبى المركزى، ويؤثر على المادة البيضاء المغلفة للأعصاب، ما يؤدى إلى اضطراب فى توصيل الإشارات العصبية لأجزاء الجسم المختلفة بسبب خلل فى جهاز المناعة الذى يهاجم «الأعصاب» بدلاً من البكتيريا أو «الفيروس» الداخل للجسم، فتنتج عنه أعراض حسب الجزء الذى يهاجمه، فمن الممكن على سبيل المثال أن يهاجم جهاز المناعة الجهاز الحركى، ما ينتج عنه ضعف أو خلل فى الاتزان أو الجهاز الحسى، فيسبب إحساساً بالتنميل أو «الخدل»، أو يهاجم العصب البصرى مما يؤدى إلى ضعف أو فقدان للإبصار، ومن ذلك سمى ب«التصلب المتعدد» أو المتناثر؛ لأنه ممكن أن يهاجم جزءاً واحداً، أو كل الأجزاء، وينتج عنه عرض واحد أو أعراض متعددة حسب الجزء المصاب.
وما الفئة العمرية التى يصيبها المرض؟
- المرض أكثر إصابة فى الفئة العمرية بين ال20 وال40 عاماً، ونسبة الإصابة بين الإناث أكثر من الذكور.
وما أنواع التصلب المتعدد؟
- يعتبر النوع الانتكاسى هو أشهر الأنواع ويمثل بين 70 و80% من الحالات، وتكون الهجمات فيه أكثر شدة، وتنتج عنها أعراض حادة تتبعها نسبة من التحسن، والهجمة تكون أكثر من 24 ساعة، ويسمى Relapsing Remitting، والنوع الثانى وهو دائم التدهور «الأولى» و«الثانوى».
وهل هناك إحصائيات بعدد المصابين بالمرض فى مصر؟
- لا توجد فى مصر إحصائيات بعدد المصابين بالمرض، ولكن التقديرات تشير إلى أن العدد لا يقل عن 30 ألف مريض.
وما أسباب الإصابة بالمرض؟
- من أهم أسبابه نقص فيتامين «د» فى الجسم، حيث هناك علاقة مباشرة بين نقص فيتامين «د» فى الجسم والإصابة بالمرض، وأن نسبته 30 نانو جرام فى المللى.
وماذا عن الجديد فى المؤتمر المشترك بين الجمعية الأمريكية والأوروبية لأبحاث وعلاج مرضى التصلب المتعدد المنعقد مؤخراً؟
- تم الإعلان فى المؤتمر الذى انعقد فى باريس مؤخراً فى الفترة بين 25 و28 أكتوبر الماضى، عن أحدث المواصفات لدقة تشخيص المرض، وتم إصدار مواصفات جديدة فى 2017 بعد تعديلات على مواصفات التشخيص فى 2010، وتم إعلاء قيمة فحص سائل النخاع عن طريق البزل فى عملية التشخيص، كما زادت قيمة وأهمية الرنين المغناطيسى كإحدى الوسائل المهمة فى تشخيص المرض.
نقص فيتامين «د» من أهم أسباب الإصابة بالمرض.. والرنين المغناطيسى وفحص سائل النخاع أهم طرق تشخيصه
وماذا عن الإرشادات الخاصة بالعلاج التى تم الإعلان عنها فى المؤتمر؟
- توجد العديد من العلاجات والأدوية التى تسيطر على نسبة حدوث الهجمات المتكررة، والتى قد تؤدى إلى تدهور شديد فى القدرة الحركية للمريض، وكلما كان التشخيص مبكراً وتم بدء العلاج فيه، استطاع المريض أن يعيش بصورة طبيعية.
وما هذه العلاجات؟
- العلاج المتاح حالياً هو «الإنترفيرون»، وهو مختلف عن «الإنترفيرون» المستخدم فى علاج فيروس الكبد الوبائى، ويسمى «بيتا إنترفيرون»، ويتمثل العلاج به فى الحقن بالعضل كل أسبوع، أو تحت الجلد 3 مرات أسبوعياً، أو تحت الجلد يوماً بعد يوم، وهو العلاج التقليدى الذى تم استخدامه على مدار سنوات عديدة.
وهل هذا العلاج متاح على نفقة الدولة؟
- العلاج متاح الآن بالتأمين الصحى وعلى نفقة الدولة وتكلفته تقدر بالآلاف شهرياً.
وماذا عن العلاجات الحديثة؟
- العلاجات الحديثة تُستخدم عن طريق الفم، خاصة الأنواع الأكثر شدة فى الهجوم، كما تم الإعلان عن أحدث العلاجات فى المؤتمر الذى انعقد فى باريس مؤخراً، ومنها قرص لمدة 5 أيام لمدة شهرين، ولمدة عامين، ولا يحصل المريض على الدواء مرة أخرى، وحصل هذا الدواء على موافقة الهيئة الأوروبية للأدوية EMA، وفى طريقه للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، كما أن النوع الثانى من الدواء يؤخذ فى الوريد كل 6 شهور، ويعمل على نوع من كرات الدم البيضاء، ويتم العلاج به طول العمر، والنوع الثالث من الدواء يؤخذ فى الوريد على مدار سنتين لمدة 5 أيام فى العام الأول، و3 أيام فى العام الثانى، ولا يحصل المريض على العلاج طول العمر.
ومتى سيتم طرح هذه العلاجات فى مصر؟
- خلال العام المقبل ستكون تلك العلاجات متوافرة بالسوق الدوائية المصرية.
وهل هناك نصائح عامة؟
- البعد عن الإجهاد والجو الحار والتوتر والضغط، وضبط النوم، بحيث تكون عدد ساعاته معقولة، إضافة إلى ممارسة الرياضة.
هل من الممكن الاكتشاف المبكر للمرض؟
- من الممكن التشخيص المبكر للمرض من خلال التاريخ المرضى، والفحص الإكلينيكى، ولا بد من فحص المريض بدقة وإجراء التحاليل والأشعة، وتحاليل دم شامل، والرنين المغناطيسى على المخ والأعصاب.
وهل من الممكن أن يستشعر المريض إصابته؟
- أنصح المريض بأن أى عرض يستمر أكثر من 24 ساعة، ويؤثر على الجهاز العصبى للمريض لا بد من استشارة الطبيب.