«رضينا بالفقر وهوه مش راضى بينا».. جملة ترددت على ألسنة غالبية سكان العقارات المتضررة من حادث حريق مصنع البويات فى العجمى غرب الإسكندرية، الذين انتقلوا للعيش من بيوت متهالكة وفقيرة، إلى معسكر للإيواء، داخل مدرسة أمير الشعراء الابتدائية المتاخمة للمصنع ولمنازلهم. «الوطن»، قضت أول ليلة فى معسكر الإيواء وسط الأسر ال17 المتضررة من حريق العجمى بالإسكندرية، البالغ عدد أفرادهم 59 شخصاً ما بين رجال ونساء وأطفال وعجائز.. مفترشاً قطعة قماش بالية وممزقة بجوار أحد الفصول، جلس محمد عادل أحمد، 37 عاماً، أحد المتضررين، يفكر فى مستقبل أسرته بعد أن شردهم الحريق، لافتاً إلى أن المنزل مكون من 6 طوابق، ويضم 10 شقق، وكل أسرة بالعقار مكونة من 4 أفراد تقريباً، وأضاف: «الحريق ليس الأول، فأنا أسكن فى المنطقة عام 1998، شهدت خلالها 4 حرائق، بالإضافة إلى الأخير، ويتم فى كل مرة غلق المصنع من قبل إدارة الأمن الصناعى فى الحى، ثم يُسمح بعدها بشهور بإعادة تشغيله.. يرضى مين اللى احنا فيه ده، كل حاجة راحت خلاص، والمنزل ولع بكل اللى فيه». وقال أحمد سمير عز، 42 عاماً، أحد السكان المتضررين، إن صاحب المصنع سيقوم بافتتاحه مرة أخرى بعد إصلاح التلفيات، مضيفاً: «حياتنا مهددة بالخطر، إحنا بنشوف الموت بعنينا من 16 سنة، وكل مرة ربنا ينجينا، والمصنع به مواد سريعة الاشتعال، وتتسبب فى حدوث انفجارات»، وعن لحظة اشتعال النيران بالعقار، قال «سمير»: كنا نائمين عند اشتعال الحريق، وفوجئنا بالجيران يطرقون الأبواب بقوة لإنقاذنا من الموت»، والتقط محمد أحمد جمعة، 52 سنة، أحد سكان العقار المشتعل، بالدور الثانى، طرف الحديث، قائلاً: «تركنا بيوتنا وذهبنا مسرعين إلى الشارع، ولم نتمكن من إنقاذ أموالنا أو ملابسنا أو الأجهزة والعفش، الأول كنت بنام أنا وزوجتى وأولادى على سرير واحد، دلوقتى حتى ده ما بقاش موجود». 80 سريراً و175 بطانية وسلع تموينية ل59 متضرراً.. والمحافظة: وضع مؤقت وأوضح كرم على منصور، أحد سكان العقار المشتعل، 48 عاماً، بالدور الثالث، أن صاحب المصنع يقوم بإصلاحات صورية وغير حقيقية لبيوتنا عقب اشتعال النيران فى المصنع كل مرة، ويتركنا لنعيش فى النار، مهددين بالموت فى أى لحظة: «كل شىء دُمر، ونحن أسرة مكونة من 5 أفراد كل حياتنا دمرت، ولم يبق أى شىء سليم فى البيت، ولا حتى ملابس للأطفال، كله بقى كوم تراب، ونفترش الأرض بالشارع»، فيما أشارت حنان عبدالرحمن، 38 عاماً، إحدى سكان العقار المشتعل إلى أن ابنتها ستزف على خطيبها الشهر المقبل، إلا أن النيران التهمت كل تجهيزاتها للعرس التى ادخرنا ثمنها من قوت يومنا على مدار 19 عاماً هى كل عمرها. من جانبه، قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، إنه تم تسكين 17 أسرة بواقع 59 فرداً من المتضررين بحادث حريق مصنع البويات بحى العجمى بمعسكر الإيواء بمدرسة أمير الشعراء الابتدائية الرسمية لغات، مؤكداً أنه تم توزيع كافة الاحتياجات الأساسية واللازمة عليهم، وأضاف المحافظ أنه تم تجهيز أماكن الإيواء للأسر المتضررة وفرشها بكامل الأساسيات من قبل مديرية التربية والتعليم، وتسكين الأسر فى المدرسة بواقع 80 سريراً، وأن مديرية التموين دفعت بسيارة شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية محملة بالغذاء من عصائر ومياه ومعلبات وخبز وسلع تموينية، وتم توزيعها على الأسر، وتوزيع 175 بطانية من قبل مديرية التضامن الاجتماعى، التى حصرت أعداد المتضررين للبدء فى صرف التعويضات اللازمة لهم. وأوضح المحافظ أن الأوضاع الحالية لن تستمر، وأنها مؤقتة لحين انتهاء اللجنة الهندسية من فحص العقارات المتضررة، والتأكد من صحة السلامة الإنشائية للعقارات أو توفير مساكن أخرى دائمة لهم بمساكن الإيواء فى المحافظة حال ثبوت تأثر العقارات بسبب الحريق، وأضافت نادية فتحى، مدير إدارة العجمى التعليمية، إن الإدارة أخلت مبنى كامل تابع لمدرسة أمير الشعراء الابتدائية التجريبية، ويضم 12 فصلاً، وأضافت أن العملية التعليمية تسير بصورة طبيعية، حيث تم نقل طلاب الابتدائى إلى مبنيين مجاورين بنفس المدرسة من خلال تجهيز فصول لهم بنفس الكثافة الطلابية، مع توفير 4 فصول فى مبنى الإيواء، بالإضافة إلى إفراغ حجرات المدرسين، لافتة إلى أن وجود المتضررين داخل المدرسة، لحين البت فى وضعهم بعد الحادث.