فى غضون 6 سنوات منذ مجئيهم إلى مصر عقب الثورة السورية فى 2011، ترك السوريون بصمتهم فى الصناعة والتجارة المصرية، انتشروا فى كل المحافظات وقدّموا خبراتهم فى كل المجالات، وأصبحوا شركاء مع المصريين فى كثير من الأنشطة التجارية، آخرها الشراكة التى تمت بالاتفاق بين مصريين وسوريين، وأسفرت عن صناعة أول توك توك يعمل بالشحن الكهربائى. التوك توك الجديد تضمن تعديلاً لمثيله المنتشر فى الشوارع، ليكون أكثر فائدة وأقل ضرراً كوسيلة مواصلات، وأهم مميزاته أنه لا يعمل بالبنزين بل بالكهرباء، ويشحن عن طريق بطارية تعمل طوال 10 ساعات، كما أنه مزود بأبواب أمامية وخلفية لضمان سلامة الركاب والسائق أثناء الرحلة، وظهر «التوك توك» بالفعل لأول مرة فى شوارع منطقة 6 أكتوبر، أمس الأول. التوك توك يتسع لأربعة أشخاص بخلاف السائق، كما أنه مكيّف بمروحتين من الأمام والخلف، وله كاميرا خلفية، حتى يتمكن السائق من رؤية الشارع خلفه: «لما لقينا ناس كتير بتشتكى من شكل التوك توك العادى وإنه صغير قوى، ده غير إن الحوادث بتاعته كتير، اشتركت مع إخواتى المصريين وعملنا حاجة الناس ما تشتكيش منها».. بحسب المهندس إسماعيل عبدالحميد، أحد شركاء الشركة المصرية السورية لتصنيع التكاتك. استغرقت صناعة أول «توك توك» شهرين من العمل المتواصل، منذ افتتاح الشركة، ويسعى مهندسو الشركة إلى تطوير التوك توك ليعمل ب«الدينامو» بدلاً من الشحن الكهربائى، حتى يتمكن من العمل 24 ساعة متواصلة دون الحاجة إلى الشحن: «قريب كمان هنعمله بالطاقة الشمسية، ومن ضمن خطة الشركة إننا نعمل سيارات تمشى من غير بنزين»، لدى «إسماعيل» حماسة بالعمل فى مصر مع المصريين، ويرى أن تبادل الخبرات بين الشعبين سيعود بالاستفادة القصوى على الطرفين، ويباع التوك توك ب36 ألف جنيه، والدفع بطريقة الكاش فقط، فلا مجال حالياً للتقسيط: «بنبيع من غير أى ضمانات المهم تكون الفلوس حاضرة وبس». «عملنا السرعة على 50 كيلو فى الساعة عشان ما يحصلش أى حوادث بسبب تهور بعض سواقى التكاتك».. بحسب عطية حلمى، أحد الشركاء المصريين، الذى رصد ردود فعل الشارع على التوك توك الجديد: «الناس مبسوطة جداً لأن شكله نضيف وآمن وقعدته مريحة وله أبواب مقفولة طول ما هو ماشى»، ووصفه «عطية» بأنه يشبه السيارة فى صناعته وشكله، لكنه يختلف عنها فى الحجم، وذلك حتى لا يتسبب فى أزمة مرورية، وهى المشكلة التى طالما عانى منها المواطنون من التوك توك التقليدى، وبحسب «عطية» لا يقتصر عمل التوك توك على منطقة 6 أكتوبر، وإنما سيعمل فى مدن ومحافظات أخرى: «طول ما الناس مقتنعة به وفضلت التعامل به، هينتشر أسرع وهيبقى مصدر لناس كتير»، والشركة المصنعة ليس لها علاقة بتحديد سعر الأجرة، فهو وفقاً لأصحابها أمر متروك حسب الاتفاق بين السائق والركاب والمسافة. «التوك توك» مزود بمراوح تهوية وكشافات إضاءة إسماعيل