كشف الاجتماع المشترك للجان «الدفاع وحقوق الإنسان والتشريعية» فى مجلس الشعب، للاستماع إلى شهود العيان فى أحداث العباسية، مساء الثلاثاء، عن تعرض عدد من الفتيات للتحرش الجسدى ومحاولة خلع حجاب إحداهن من قِبل الشرطة العسكرية. الشهادة الأبرز جاءت من الدكتورة آية كمال، طبيبة المستشفى الميدانى، المفرج عنها حديثاً، التى وصفت عملية اعتقالها على يد قوات الشرطة العسكرية من داخل مسجد النور «بالمأساة»، حسب تعليقها، مؤكدة أنها تعرضت للتحرش الجسدى ومحاولة خلع حجابها لولا تدخل قائد إحدى كتائب الصاعقة لإنقاذها، نافية ما أثير حول وجود حزمة من الأسلحة النارية داخل مسجد النور، مشددة أن المسجد تعرض للاقتحام بالبيادات -حسب وصفها- من جنود الشرطة العسكرية، وألقى القبض عليها بصحبة 3 سيدات أخريات إحداهن منتقبة وسط عملية تعذيب مستمرة حتى وصلوا لمبنى النيابة العسكرية. وأخرج الدكتور حسام أبوالبخارى المنسق العام للتيار الإسلامى الثالث، بالجلسة، فوارغ لطلقات سلاح آلى مكتوب عليها «ج م ع»، مؤكدا أنها أطلقت عليهم يوم الأربعاء خلال معركة العباسية الأولى، وقال إن «البلطجية» كانوا يقتحمون المستشفيات ويقتلون المصابين، مضيفا: «هناك أحد المصابين قُتل على الشيزلونج بطلق خرطوش فى بطنه فى مستشفى دار الشفاء». وقال محمد البدرى، إمام مسجد النور، إن أى شباب ملتحٍ وجد فى العباسية خلال الأحداث كان يذبح، حتى لو لم يكن له أى علاقة بالأمر، وأضاف: «جنود الشرطة العسكرية كانوا ينقذون المصابين من عربات الإسعاف قبل تعرضهم للقتل من قِبل أهالى المنطقة»، حسب قوله. حضر الاجتماع 20 من شباب الثورة، وعدد من ممثلى الأطياف السياسية المختلفة، وطالبت الحركات الثورية النواب، بالتدخل للإفراج عن المعتقلين فى أحداث الجمعة الماضية، وإظهار حقيقة الوفيات والمفقودين فى هذه الأحداث، وتقديم استجوابات لوزراء الدفاع والداخلية والصحة والإعلام. وأوضح محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان فى مجلس الشعب، أن النواب يجهزون لزيارة المعتقلين، وقال للشباب: «إذا أخطأ أحد لابد أن يحاسب، والبرلمان لن يسكت على أى تقصير، وكل المطالب لا نختلف عليها ونحن نعمل على تحقيقها»، موضحا أن هناك روايات أخرى غير روايات الشباب وصلت إليهم وأنهم يتعاملون بضمير القاضى حتى يصلوا إلى الحقيقة. وطالب خالد تليمة عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، نواب اللجنة التشريعية، الإعلان بشكل صريح عن مصير قانون الاحتجاج والتظاهر الذى يناقش من خلال 3 مشاريع، ليرد عليه النواب الحاضرون: «المشروع توقف»!، الأمر الذى فسره تليمة، فى تصريحات ل«الوطن»، بأن تأكيدات النواب حول تعطيل مناقشة اعتماد المشروع طمأنة مبدئية حول عدم رغبة الأغلبية البرلمانية فى إجهاض مطالب الثورة التى نحصل عليها بالتظاهر. ووصف خالد عبدالحميد، عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، جلسة الاستماع ب«المخيبة للآمال»، وقال: «قدمنا شهادتنا لنختبر مدى قدرة البرلمان على رد كرامة مصر»، وأضاف: الجلسة شهدت تجاوباً ظاهراً من النواب حول شهادات العيان لمجزرة العباسية، متمنياً أن يتحول هذا الاهتمام الظاهرى لواقع وينتفض البرلمان للدفاع عن معتقلى العباسية ومحاسبة المعتدين، حسب قوله. وقال أحمد إمام، عضو الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية وأحد الحضور من وفد شباب الثورة، إنهم ينتظرون نتائج زيارة وفد لجنة حقوق الإنسان للمعتقلين فى سجن طرة خاصة فى ظل الأوضاع المتردية للمتظاهرين داخل السجن، وأضاف: أعتقد أنها الفرصة الأخيرة لمجلس الشعب ليثبت أنه برلمان الثورة بالأفعال وليس بالأقوال، وتابع: «كفاية كلام يا نواب الشعب، وسننتظر منكم الأمل المستحيل»، حسب وصفه.