تصاعدت حدة الخلافات بين الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الداعمة للدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية وحزب النور المؤيدين للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؛ حيث رفض الدكتور محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى ونائب رئيس الهيئة الشرعية، اختيار مرشح يعادى السلطة التشريعية ويصف نفسه ب«الليبرالى» ويعتبر جماعة الإخوان «عدوه الأول»، فى إشارة للدكتور أبوالفتوح، وقال «كيف نترك مرشح الإخوان الذى ينادى بتطبيق شرع الله؟»، فى إشارة للدكتور «مرسى». وأضاف عبدالمقصود -فى مؤتمر «كيف تختار الرئيس» فى «إمبابة» أمس الأول- أن «هناك من السلفيين من اختاروا مرشحا رئاسيا نصفه إسلامى والآخر ليبرالى مثل الكاريكاتير لرجل نصفه يلبس عمامة وجلبابا ونصفه يلبس ملابس غربية. نحن نرفض مجىء رئيس يحكم ببعض الإسلام وبعض القوانين الوضعية»، موضحا أن البعض يتعامل بمنطق «الأهلى والزمالك» مؤكدا أن الإخوان لن يغلقوا مساجد السلفيين أو يضيقوا عليهم. وقال: «كيف لسلفى أن يؤيد من يقول أنا لست مرشحا إسلاميا، ويدافع عن رواية «أولاد حارتنا»؟»، فى إشارة منه لتأييد الدكتور أبوالفتوح لرواية نجيب محفوظ التى أثارت جدلا وردود أفعال صاخبة بين الإسلاميين، متعجبا من «ترك بعضهم لمرشح يقول سأطبق شرع الله»، حسب قوله. وأرجع أسباب اختيار الهيئة ل«مرسى» إلى أنه «لم يرشح نفسه ولم يطلب الإمارة»، إضافة إلى انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين التى حصلت على أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، وتمتلك مشروعا حضاريا إسلاميا هو «مشروع النهضة». وتحول المؤتمر الذى كان من المفترض أن يشرح «آليات اختيار الرئيس» إلى هجوم على «أبوالفتوح» وإعلان التأييد ل«مرسى». فقال الدكتور جمال عبدالهادى عضو الهيئة فى كلمته، إن الدكتور مرسى هو المرشح الرئاسى الوحيد الذى سيطبق الشريعة، وأن الإخوان قرروا «المشاركة لا المغالبة»، مضيفا «لم يتحقق شىء من أهداف الثورة إلا تشكيل مجلسى الشعب والشورى اللذين حاولا تشكيل حكومة إنقاذ وطنى ولكن حيل بينهما وبين تشكيلها»، وأشار إلى مرور 15 شهرا من تسلم «العسكرى» السلطة ولم يحقق شيئا. فى المقابل، استنكر نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور، هجوم الهيئة الشرعية على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه كان منذ وقت قريب أحد الكوادر الإخوانية، مستنكرا الطعن على أخلاقه وشخصه فى الفترة الحالية، الأمر الذى يقلل كثيرا من مصداقية الجماعة، حسب قوله، مضيفا أن «نتيجة الشورى داخل الدعوة السلفية والحزب هى التى جعلتنا نؤيد أبوالفتوح، ولإجماع أغلب المصريين عليه وتوافر مميزات الإدارة الجيدة فيه». وقال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى عضو الهيئة العليا للحزب، إن «النور» و«الدعوة السلفية» أكثر الناس حرصا على تطبيق شرع الله؛ والدكتور مرسى والدكتور أبوالفتوح مدرسة واحدة؛ ولكننا «وجدنا أبوالفتوح الأفضل». وأضاف أن البلاد تحتاج إلى وقت كبير لتعلم أصول الاسلام والتربية على صحيحه والرجوع للحق والدعوة إلى الله وأن الشريعة ستُطبّق على شعب يتمنى تطبيقها. وذكر المهندس عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، عبر بيان له على موقع «صوت السلف» التابع للدعوة بالإسكندرية، أن «المصلحة العامة مِن وجهة نظرنا هى تأييد الدكتور أبوالفتوح؛ لضمان وصول مرشح إسلامى على الأقل للإعادة، وأضاف أنه إذا حدثت الإعادة بين الدكتور «مرسى» ومرشح آخر غير إسلامى؛ فسيقفون بقوة خلفه، وأكد أنه أثناء دعمهم للدكتور «أبوالفتوح» لن يستهدفوا إطلاقًا جمهور الدكتور «مرسى» لتغيير قناعتهم. وتابع فى بيانه أن كل مرشح من الإسلاميين لم يترشح إلا بعد إلحاح بعض المخلصين والناصحين والمقربين له، وأن الدكتور محمد سليم العوا، والدكتور «أبوالفتوح» أبديا استعدادهما للتنازل للمرشح الذى تتفق عليه كل القوى الإسلامية؛ بخلاف الإخوان الذين قالوا إن مرشحهم هو المرشح الإسلامى الوحيد أو أنهم يرحبون بالمرشح الإسلامى التوافقى شريطة أن يكون هو الدكتور «مرسى».