بعد إعلان مختبر سرن -أكبر مراكز الأبحاث في العالم- اكتشاف الجسيم "هيجز" الذي يُعتقد أيضًا أنه مصدر كل الجسيمات الأخرى في الكون، قال رولف هوير -مدير سيرن- "لقد اكتشافنا حجر الزاوية المفقود في الفيزياء النووية". فما هو جسيم هيجز أو "بوزون هيجز" هذا؟. ببساطة يعتبر جسيم "بوزون هيجز" الحلقة المفقودة في سلسلة الفرضيات التي تعيد تشكيل فهم نشأة الكون قبل أكثر من 13 مليار عام. في عام 1964 قام الفيزيائي الشهير "بيتر هيغز" بوضع فرضية فحواها أن جسيما سمي بعد ذلك ب"بوزون هيجز" هو أصل الجسيمات النووية كلها، وأن هذه الجسيمات قد انفصلت عنه عند الانفجار العظيم. بحسب هذا النموذج، فإن قوة الجاذبية هي أول ما انفصل عن هذا الجسيم، ثم تبعتها بقية القوى. تسمي هذه النظرية في الفيزياء ب"نظرية النموذج القياسي". ومن ثم يشرح هذا الاكتشاف الجديد أصل كل المادة، ما سوف يمكن العلماء من كتابة عديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الجاذبية من جديد "البحث عن هيجز ليس جديدا على العقل البشري الذي انشغل بفهم أصل الكون منذ قرون بعيدة، ف"ديمقريطوس" في اليونان القديمة كان يقول إن تفتيت المادة إلى أجزاء أصغر فأصغر، سوف يصل بنا إلى اللبنات الأولية التي تتكون منها المادة التي لا يمكن تفتيتها إلى أجزاء أصغر، وسميت بالذرات. بعد قرون عديدة وضع دالتون النظرية الذرية التي تشرح كيف تتكون المركبات الكيميائية، وأن الجزيئات هي اللبنات الأساسية في بناء المادة. في بداية القرن العشرين اكتشف عالم الفيزياء النيوزلاندي إرنست رذرفورد النواة، ثم توالت اكتشافات الجسيمات النووية الأخرى؛ مثل البروتونات والنيوترونات حتى تعدى عددها المائة. على التوازي كان التقدم في علوم الفضاء والفلك مذهلًا، وظهرت نظرية الانفجار العظيم، وهنا بدأ التقارب بين العلمين، حتي وصلنا إلى التجربة المذكورة. أخبار متعلقة: هكذا بدأ الكون «هيجز» .. رحلة بحث طويلة عن «الجسيم الملعون» مأزق «نوبل».. من يفوز بجائزة الاكتشاف؟ مفاجأة: مصر شاركت فى اكتشاف هيجز ب30 عالماً و4 ملايين جنيه سنوياً