سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفاجأة: مصر شاركت فى اكتشاف هيجز ب30 عالماً و4 ملايين جنيه سنوياً وزيرة البحث العلمى: سنعرض عليهم العودة للوطن و«اللى مش هيرجع هيتعاقب».. وعطا الله: الاكتشاف حقيقى
اكتشاف جسيم هيجز سيغير فهمنا للعالم.. عدد من العلماء المصريين، بينهم الدكتور صبحى رجب عطا الله، أستاذ الفيزياء، يؤكد أن اكتشاف الجسيم الجديد بداية فيزياء القرن ال21، قائلا: اكتشاف هذا الجسيم جاء تتويجا لجهود مختلفة على مدى أكثر من نصف قرن، بدأت بفكرة طرحها العالم الفز بيتر هيجز، لكن الفكرة التى أنفقت الولاياتالمتحدة أموالا طائلة عليها تعرضت لانتكاسات كثيرة، وفشلت فى النهاية فى التوصل للجسيم، حتى نجحت «سيرن» -مدعومة بجهود عشرات العلماء من كل دول العالم- منذ أيام فى الوصول، ومن بينها مصر. مشاركة مصرية ربما لا يعلم الكثير أن 30 باحثا مصريا شاركوا فى هذا الإنجاز العظيم مع مئات العلماء الأجانب من بينهم باحثون من المغرب والسعودية. بداية المشاركة المصرية كانت فى عام 2009؛ حيث وقعت أكاديمية البحث العلمى اتفاقية مع المختبر الأوروبى للأبحاث النووية «سيرن». أتاح الاتفاق فرصة للباحثين والعلماء المصريين المتخصصين الاشتراك فى تنفيذ هذا البحث العظيم. يؤكد الدكتور محمد طارق حسين، رئيس أكاديمية البحث العلمى السابق، الذى وقعت الاتفاقية وقت توليه رئاسة الأكاديمية، أن مختبر «سيرن» قبل فى بداية الاتفاقية مشاركة 8 باحثين مصريين، ثم زاد العدد إلى 30 باحثا وأستاذا بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والجامعة البريطانية فى مصر وهيئة الطاقة الذرية. وأضاف حسين أن مصر تسهم ب4 ملايين جنيه سنويا فى ميزانية تنفيذ هذا المشروع العملاق. وقال حسين إن عشرة من هؤلاء الباحثين نشروا أبحاثا مهمة فى مجلات علمية مهمة حول هذا المشروع، وكان من بين مهام المصريين المشاركة فى إنتاج وتجميع 25 وحدة لرصد الجسيمات التى تم اكتشافها والتى تنتج عن التفاعلات، وهى مهام تتطلب مهارات عالية لأنها تحتوى على دوائر إلكترونية شديدة التعقيد. وكشف رئيس أكاديمية البحث العلمى السابق عن بعض أسماء الأساتذة المشرفين على الباحثين المصريين، وهم: الدكتور شعبان خليل، أستاذ بجامعة زويل، والدكتور عمرو راضى، بكلية العلوم جامعة عين شمس، والدكتور على الليثى، بكلية العلوم جامعة القاهرة، والدكتور أيمن محروس، بكلية العلوم جامعة حلوان. وأضاف « كان بعضهم تسند له مهام بتوقيتات محددة للإشراف على تشغيل التجربة، وبعدها يعودون إلى مصر». هروب الباحثين المصريين وعن احتمال عدم عودة الباحثين المشاركين فى المشروع لمصر، أوضح حسين أن العقد المبرم بين مختبر سيرن والأكاديمية ينص على أن يحصل الباحث المصرى على أجره وراتبه من مصر وليس من «سيرن»، وبهذا تم «تقييده كى لا يعود لمصر مرة أخرى»، وحذر رئيس الأكاديمية السابق من هجرة هذه العقول النابغة إذا لم تجد هنا من يرعاها. العقاب فى انتظار الهاربين من جانبها، أوضحت الدكتورة نادية زخارى، وزيرة البحث العلمى والتكنولوجيا، أنها لا تعلم الكثير عن هؤلاء العلماء والباحثين المصريين الذين شاركوا فى اكتشاف هيجز، وقالت ل«الوطن»: «أنا زرت هذا المختبر العالمى والتقيت ثلاثة مصريين هناك، لكنى لا أتذكر أسماءهم، وبعضهم كان يحمل جنسيات أخرى»، وأضافت: «سنعرض عليهم العودة لمصر ونجهز لهم معامل مناسبة لإجراء واستكمال أبحاثهم، ونهيئ لهم المناخ الجيد وندعمهم ماديا» وشددت الوزيرة على معاقبة أى باحث يتخلف عن العودة لجامعته لاستكمال وإفادة المجتمع العلمى مما تعلمه، قائلة: «اللى مش هيرجع هيتعاقب». ميزانية البحث وعن حجم ميزانية البحث العلمى، أكدت «زخارى» أنها بلغت هذا العام مليارا و300 ألف جنيه، مخصصة لتجهيز المعامل وشراء المواد الكيميائية وتطوير المبانى والمنشآت البحثية». وهى الميزانية التى انتقدها الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الفضاء، قائلا: «إن ضعف إمكانيات الباحثين المصريين من رواتب ومعامل ومستلزمات أدى إلى خروج أغلب العلماء والباحثين المحليين من التصنيفات الدولية»، وشاركه الدكتور محمد طارق حسين الرأى، مؤكدا وجود عوائق كثيرة أمام الباحثين المصريين الحاليين بمختلف مجالاتهم لعدم وجود معامل عالية المستوى تناسب وتحاكى التقدم العلمى العالمى، وأضاف: «وقعنا اتفاقية مع إيطاليا وروسيا عام 2009 لإرسال الباحثين المصريين لإجراء تجاربهم وأبحاثهم فى مختبرات ومعامل هذه الدول، لعدم قدرة الدولة على شراء أجهزة باهظة الثمن». هيجز الحقيقى يشير الدكتور صبحى عطا الله إلى أن علماء «سيرن» قاموا بكل ما يلزم علميا لاستيثاق النتائج، والحصول على نتائج دقيقة لا تقبل الشك، مؤكدا أن نسبة التوصل لهذا الجسيم فعلا تبلغ 99٫99%، أما ال 0٫01% المتبقية فهى الأساس العلمى الذى ينتهى إلى التوصل لنتائج جديدة أدق من سابقتها، مشيرا إلى أن النتائج العلمية لا تنافى بعضها البعض. وحتى إن كان الجسيم الجديد المكتشف -والكلام لعطا الله- ليس «هيجز» الحقيقى، فإنه جسيم جديد لم نتعرف عليه من قبل، وتجربة جديدة ستفيد كثيرا فى المجال العلمى، مشيرا إلى أن خواص هذا الجسيم تتشابه كثيرا مع خواص الجسيم الذى وضع هيجز فرضيات ونظريات حوله من أنه اقترح الفكرة عام 1964، وهو ما يرجح أن يكون الجسيم هو نفسه «هيجز بوسون» الحقيقى. أخبار متعلقة: هكذا بدأ الكون «هيجز» .. رحلة بحث طويلة عن «الجسيم الملعون» حجر الزاوية المفقود في الفيزياء النووية مأزق «نوبل».. من يفوز بجائزة الاكتشاف؟