مسيرات واحتفالات وكرنفالات شهدتها شوارع مدينة أربيل مقر الحكم الكردستاني، مساء ليلة الاستفتاء، بعد انتهاء الرئيس الكردستاني مسعود بارزاني من مؤتمر صحفي عالمي أعلن خلاله إصراره على المضي نحو استفتاء شعبي يحسم مصير الاستمرار ضمن الدولة العراقية أو الاستقلال بدولة كردية كانت حلما للشعب الكردي منذ عشرات السنين. وخرج المئات من أبناء المدينة في مسيرات احتفالية وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما أعلن عدد من النشطاء الأكراد استمرارها حتى موعد فتح أبواب لجان الاستفتاء في التاسعة من صباح الغد في جميع المدن الكردية بما فيها المدن المتنازع عليها والتي جرت بشأنها مفاوضات استمرت حتى اللحظات الأخيرة ولكنها لحقت بالنهاية في ركب الاستفتاء. تشديدات أمنية في المدن وحشود عسكرية على الحدود المشتركة مع العراق.. ولجان الاستفتاء أنهت الاستعدادات للتصويت كان اجتماع ضم كل الأحزاب الكردية انتهي عصر أمس بعد ثلاثة ساعات من المداولات وصفها مراقبون بإنها كانت ساخنة، قد أقر إجراء الاستفتاء في كافة المدن الكردية، وبينما كانت الأفراح في المسيرات الكرنفالية تدور في شوارع أربيل كانت شوارع السليمانية ثاني أكبر المدن الكردية هادئة تمام إلا من عدد من السيارات رفعت الأعلام الكردية، وطافت بالشوارع في صمت دون ضجيج، ورغم هدوء الأوضاع في السليمانية إلا أن المدينة شهدت إجراءات أمنية مكثفة حيث انتشرت عناصر الشرطة في كل مكان استعدادًا للاستفتاء. وتعليقا على تباين الأوضاع ما بين أربيل التي تشهد زخمًا واسعًا واحتفالات كبيرة بقرب الاستفتاء، والسليمانية التي تشهد هدوءً نسبيا وترقبا حذرًا، قال تحسين نامق، نائب رئيس مكتب العلاقات الخارجية بحزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني، إن الحالة الاقتصادية تؤثر على الزخم بالتأكيد، مشيرًا إلى أن السليمانية تجمع أحزاب لم تكن مقتنعة بالاستفتاء في الوقت الحالي، وحاولت إقناع الرئيس مسعود بارزاني بتأجيله، كما أن هناك مخاوف بين المواطنين من الضغوط الداخلية والخارجية، خصوصًا أن الوضع الاقتصادي للسليمانية أقل كثيرا من أربيل، وهو ما دفع مواطني السليمانية إلى عدم الترحيب بشكل كبير بالاستفتاء في الوقت الحالي. وأضاف أن "هناك مخاوف داخلية تتعلق بحياة المواطنين، وهناك مخاوف خارجية تتعلق بالضغوط الإيرانية ونفوذها في المدينة، كما أن الأحزاب في السليمانية كانت ترى أنه من الأفضل تأجيل الاستفتاء، في حين أن أربيل لديها مقومات اقتصادية تجعلها تسير بشكل أفضل وأقوى نحو الاستفتاء". وردا على سؤال "الوطن" بشأن الإجراءات الأمنية المشددة في شوارع إقليم كردستان، قال "نامق"، إن "الاستنفار الأمني طبيعي في هذه المرحلة"، مضيفًا "بالتأكيد هناك مخاوف ولكن ليس في المدن، ومع ذلك فإن التشديدات الأمنية الحقيقية على الحدود، وتحديدا في دهوك وكركوك". وأوضح أن "هناك مخاوف من وقوع مشاكل فيها بسبب وجود مكونات غير كردية من عرب وتركمان وغيرهم يعيشون فيها، كما أن هناك حشود عسكرية عراقية في ديالى وكركوك، وحين سألنا الجيش العراقي عن سبب وجود تلك الحشود، قالوا إنها موجودة لخوض المعارك في كركوك، ولكن ماذا عن (ديالى)؟ لا حاجة لوجود تلك الحشود، وعموما أنا لا أتوقع وجود أي تهور". من جانبه، قال نيشوان علي، رئيس إحدى لجان الاستفتاء بمدينة "زاخو" بمحافظة "دهوك"، ل"الوطن"، إن لجان الاستفتاء أنهت الاستعدادات الكاملة لاستقبال المواطنين بعد ساعات من الآن، مؤكدا أن "رؤساء اللجان وقعوا الكشوف النهائية لمن يحق لهم التصويت وتسلموا الصناديق وأنهوا كافة الاستعدادات المطلوبة".