حكمت محكمة أميركية أمس، على شاب من بنجلادش مرتبط بتنظيم القاعدة بالسجن 30 عاما بعد إدانته بمحاولة تفجير قنبلة أمام مقر الاحتياطي الفدرالي في نيويورك العام الماضي. وقاضي محمد رضوان الإحسان نفيس (22 عاما) الذي كان حاضرا في المحكمة الفدرالية في بروكلين بجنوب شرق نيويورك خلال تلاوة الحكم، اعترف بمحاولة استخدام أسلحة دمار شامل، وهي عبوة تزن 450 كيلو داخل شاحنة كانت في الواقع مزيفة في إطار عملية تخضع للمراقبة. وأفشل خطته أحد عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قدم نفسه على أنه وسيط من تنظيم القاعدة لتسهيل مهمته. وبدون أن يدري أن أقواله تسجل، كرر نفيس مرات عدة أنه جاء إلى الولاياتالمتحدة لشن هجوم إرهابي. ويقع الاحتياطي الفدرالي على بعد خمس دقائق سيرا على الأقدام عن مركز التجارة العالمي الذي دمرت اعتداءات 11 سبتمبر 2001 برجيه التوأمين. وقالت المدعية العامة لوريتا لينش بعدما أبلغته القاضية كارول آمون الحكم أن "محاولة تنفيذ عملية انتحارية من قبل نفيس قد أحبطت بفضل حذر قوات الأمن". وأضافت "سيمضي الآن السنوات الثلاثين المقبلة في المكان الذي قادته إليه أعماله.. أي في السجن". وعبرت محامية الدفاع هيدي سيزار عن خيبة أملها. وقالت خارج المحكمة في بروكلين "كنا نأمل في بعض الرأفة والاعتراف بصغر سنه ومراهقته ومحاولاته تخليص نفسه". وعندما اعتقل في أكتوبر الماضي، وصفت عائلة نفيس الشاب بأنه ابن وحيد لمسؤول كبير في مصرف وتخرج من واحدة من أكثر جامعات بنجلادش ليبرالية. وقال والده قاضي محمد إحسان الله، حينذاك "لا نصدق أنه قام بهذا العمل إنه مصدر فخرنا وفرحنا". وكان نفيس، دخل بتأشيرة طالب في يناير 2012 إلى الولاياتالمتحدة حيث سعى إلى إجراء اتصالات مع القاعدة على أمل تشكيل خلية إرهابية. وأحد الذين اتصل بهم لتجنيدهم كان في الواقع مخبرا لمكتب التحقيقات الفدرالي الذي وضع بالتعاون مع الشرطة، نفيس تحت المراقبة. وقال المدعون، إنه اقترح عدة أهداف بينها مسؤولون أميركيون وبورصة نيويورك ومبنى الاحتياطي الفدرالي العريق الذي يضم أكبر احتياطي من الذهب في العالم. وزود عميل "الإف بي آي" الذي ادعى أنه وسيط من القاعدة، نفيس بالمتفجرات لاستخدامها في الهجوم بينما كان الشاب يجهل أن كل ما يقوله يتم تسجيله. وفي 17 أكتوبر، التقى نفيس عميل الاف بي آي وتوجها معا بشاحنة إلى مستودع ووضعا اللمسات الأخيرة على ما كان يعتقد أنها قنبلة تزن 450 كيلو وضعها في الشاحنة لنقلها إلى الهدف الواقع في شارع ليبرتي ستريت. وأوقف الشاحنة أمام مبنى الاحتياطي الفدرالي ودخل فندقا مع وسيط الاف بي آي وسجل فيديو يتبنى فيها التفجير، قبل أن يحاول عبثا تفجير القنبلة بهاتف نقال. وعندها قامت الشرطة بتوقيفه. وفي رسالة من خمس صفحات وجهها إلى القاضية آمون في 31 يوليو وأضيفت إلى وثائق المحكمة، أكد نفيس أنه يشعر بالندم وأن أعماله "لا عذر لها وجبانة". وكتب "لم أعد أؤمن بالصيغة الراديكالية للإسلام وأكرهها من أعماق قلبي.. إنها ليست إسلاما إطلاقا".