سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة «عبدالعزيز» شهيد «بين السرايات»: «عيد الإخوان على جثث عيالنا» اللى قتلوهم والده: «كان معاق لا بيسمع ولا يتكلم وضربوه بطلقة فى جنبه خدت الطحال والكبد وواحدة فى صدره»
أناس بسطاء ومنازل متواضعة.. أزمة واحدة ومعاناة مشتركة، هكذا تعيش حارات وممرات منطقة «بين السرايات» آثار العدوان الإخوانى على الأهالى فى مطلع الشهر الماضى، فى حارة أمين درويش.. يجلس أمام بيته عليل الجسد والعاطفة، «أحمد عبدالعزيز» -أحد سكان بين السرايات- خطف رصاص الإخوان الشهيد عبدالعزيز وهو حضين والده «كان بينقذنى بعد ماضربونى بالنار فموتوه قدامى». مصاب والد الشهيد مضاعف، فأثناء مغادرة الرجل الستينى بصحبة ابنه وقعت الإصابة الأولى «ضربونى بطلقة فى رجلى وأنا راجع البيت مع عبدالعزيز»، لا تكاد آهات الألم الأولى تخرج من «أحمد» حتى يسقط ابنه الأكبر صريعا بجواره «لما وقعت اترمى فى حضنى فضربوه بطلقتين كانوا مضروبين عليا أنا»، حسب رواية والد عبدالعزيز، كلمات بالكاد يتفوه بها وهو يصف إصابة الشاب العشرينى: «كان معاق لا بيسمع ولا يتكلم وضربوه بطلقة فى جنبه خدت الطحال والكبد وواحدة فى صدره».. ممددا قدمه المربوطة بلفافة جبس وخلفه «عدة الشغل»، «أحمد» يعمل جزارا ويعول ولدين وبنتين من بينهما الشهيد: «رمضان جه وخلص والعيد وكانوا موسم لينا لكن من يوم ما مات عبدالعزيز ماشتغلناش خالص»، يقولها أبوعبدالعزيز بإحساس المحاصر، مستغيثا: «الإخوان بيضربونا جوه البيوت». تستقبل أسرة «عبدالعزيز» عيد الفطر بملابس والدته السوداء، تجلس بين شباب الجيران تبادلهم أحاديث السياسة وأخبار اعتصامات الإخوان، تقول والدة الضحية إن العيد هذا العام فقط فى رابعة العدوية والنهضة، أما باقى مصر فهى «خراب»، ينزعج الرجل وزوجته عند سماع كلمة العيد قائلين: «عيد إيه والحتة بقت خرابة والناس ماتت واتخربت بيوتها»، يتمسك والدا الشهيد برأييهما فى وجه الغزو الإخوانى لأهالى بين السرايات: «كل ذنبنا إننا بنقول الحق وإننا مش عايزين الإخوان تانى»، يعجز والد الشهيد عن وصف المعاناة النفسية له ولأسرته وللمنطقة فيعجز لسانه عن استكمال الكلام، تخرج زوجته عن صمتها.. بدموعها حبيسة الجفون التى تضىء مقلتيها، تنتقد أم الشهيد الخطاب الإخوانى الذى يهاجم إيمان الناس قائلة: «بيقولوا علينا كفرة واحنا مسلمين وموحدين بالله وابنى اللى قتلوه الإخوان مات متوضى ومكانش بيسيب فرض»، مهاجمة حديث أنصار الرئيس المعزول الدائم عن دخول الجنة من أجل الإسلام: «هيخشوا الجنة بدم الأرواح اللى قتلوها ولا بإيه بالظبط.. دول مش من ديننا أبدا»، حسب قولها. ثبات لفظى وفصاحة كلامية تتسم بها والدة الشهيد فى نقدها لجماعة الإخوان ودموية اعتصامهم بميدان النهضة قائلة: «اللى قتلوهم الإخوان فى السنة دى ماقتلهمش حسنى مبارك فى 30 سنة عشان الناس ماكانتش عايزاه برضو.. يبقى دول مسلمين!»، والد «عبدالعزيز» يتوعد الإخوان بانتقام إلهى ردا على قتل ابنه وبقية ضحاياهم فى الجيزة وغيرها، يقول: «عملوا فينا كتير وانا فوضت أمرى إلى الله والمسئولين يجيبوا حقوق الشهدا اللى راحوا»، التلقائية تسيطر على تعبيراته: «بيصوموا ويصلوا على أصوات التعذيب والقتل وجثث اللى بيخطفوهم»، «عبدالعزيز» كان الرجل الثانى فى المنزل.. يساعد والده فى عمل الجزارة ويحمل المهام الثقيلة: «ماكنتش أقول له بتعمل إيه عشان باعتمد عليه فى الصغيرة والكبيرة»، حسب كلام الأب الجليس، مع كلمات الأب ينتفض قلب الأم الجريح، مناجية الله عز وجل بالانتقام من الإخوان وكفاها متجهان إلى عنان السماء: «ذنبنا إيه نعيد على دم عيالنا؟ حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان زى ماحرقوا قلوبنا يشربوا نار عيالهم».. تنتحب السيدة الأربعينية ضحية الإخوان: «خدوا الود اللى كان عمود البيت ربنا يخلص منهم ومن قياداتهم اللى بيحرضوهم». أخبار متعلقة : والدة «كرم» شهيد «سلخانة النهضة»: عمرى ماشفت عيد زى ده حتى أيام الحروب طالب جامعي يبقى بلطجي فى عرف الإخوان وبس مصر تحتفل ب«الفطر».. وأهالى شهداء عهد «الإخوان» يبكون