تبدو فكرة استخدام الطاقة البديلة خالية من العيوب وتحمل أفضل الحلول لمشاكلات التلوث، إلا أن هناك من يعتبر تلك الحلول البديلة مجرد سراب. لابد أن تتميز الطاقة البديلة عن البترول فهى صديقة للبيئة ولا تتسبب فى أى تلوث، لكنها مثل كل الاكتشافات والاختراعات، هناك بعض المساوئ لاستخدامها. مدى توافر مصادر الطاقة البديلة: تعتمد الطاقة البديلة أساسا على مصادر طبيعية، ما يؤكد أنها لن تكون متاحة دائمًا. الطاقة الشمسية لا تتوافر إلا فى الأماكن التى تسطع فيها الشمس بقوة، أما فى المناطق الدافئة، فإنه لن يكون هناك إلا استخدام قليل للطاقة الشمسية. حتى فى تلك الأماكن التى تتوافر فيها أشعة الشمس، لا يمكن توليد الطاقة إلا فى النهار فقط، وتتوقف ليلا. لا تتوافر طواحين الهواء التى تولد الكهرباء إلا فى الأرياف أو المناطق الواسعة التى تسمح للطاحونة بتلقى الرياح اللازمة لتشغيلها. الأجهزة الهيدروليكية (توليد الكهرباء باستخدام الماء)، أفضل قليلا، حيث يمكن نقل الكهرباء من خلال الأسلاك لأميال فور توليدها من السدود. تكلفة إنتاج الطاقة البديلة: اتجهت بعض المصانع والشركات الكبرى لاستخدام الطاقة البديلة كحل للحفاظ على البيئة، لكن مع تكلفتها الباهظة تراجعت تلك الشركات على الفور عن استخدام هذه البدائل. الوقود الحفرى أقل ثمنا من مصادر الطاقة البديلة، ومتوافر بالفعل، ويمكن تخزينه ونقله بكل سهولة بالوسائل العادية. أما مصادر الطاقة البديلة، فهى تتطلب أجهزة عملاقة، وتتكلف ثروة لتجهيز الإمكانيات اللازمة لنقلها لأماكن أخرى. الطاقة الشمسية: أكثر مصادر الطاقة البديلة أمانا وتجددا، لكن لا يمكن توفيرها إلا فى النهار فقط، وتتكلف الألواح والخلايا الشمسية ثروة لشرائها. ولا يمكن توليدها فى أثناء العواصف أو الأمطار أيضا. وتحتاج لمساحات شاسعة لوضع الألواح والخلايا المستخدمة فى توليدها، لأن فاعلية الطاقة الشمسية ضعيفة جدا، وتتطلب نحو 400 متر مربع لتوليد 100 كيلو وات فقط. طاقة الرياح: أكثر مصادر الطاقة نظافةً لكنها تتسبب فى ضوضاء هائلة بسبب طواحين الهواء المستخدمة فى توليدها. كما أنها تتطلب رأس مال ضخم لتوليدها، فى حين أن مدى كفاءتها منخفض جدا، فهى لا تتعدى 30%، ويعتبرها البعض إفساد للمنظر العام للمنطقة التى توضع فيها. الطاقة المائية: أفضل مصادر الطاقة البديلة بعد الشمس، من حيث تجددها وتكلفتها، لكن غالبا تتسبب فى تدمير البيئة المحيطة، حيث يكون لها أثر مميت على الأسماك. كما أن مستويات الأكسجين التى تتحلل فى الماء تتناقص بسبب السدود. من الخطأ الافتراض أن الوقود الحفرى هو أفضل مصادر الطاقة. لكن من الخطأ أيضا أن نعتبر الطاقة البديلة دون مساوئ فمع المخاوف التى تنتاب البعض بشأن الحفاظ على البيئة، بدأت مصادر الطاقة البديلة فى اكتساب الشهرة، الأمل في أن تتلاشى مساوئ الطاقة البديلة شيئا فشيئا بمرور الوقت.