طالب المئات من المواطنين، أمس، أمام قصر الاتحادية الرئاسية الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بضرورة التحرك لفض اعتصامات تنظيم الإخوان فى إشارة رابعة العدوية وميدان النهضة، منددين بالضغوط الدولية التى تتعرض لها مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة لعدم فض ما وصفوها ب«التجمعات الإرهابية». وندد المتظاهرون بتصريحات السيناتور الأمريكى جون ماكين، عضو الكونجرس الأمريكى بأن ما حدث انقلاب عسكرى، مؤكدين أن الحشود التى ملأت الميادين فى 30 يونيو الماضى وفى جمعة تفويض الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب تنفى مزاعم الوفد الأمريكى بأن ما حدث فى مصر انقلاب. وشددوا على ترحيب الشعب بالمصالحة مع من لم يرتكب جرائم ضد الشعب المصرى، متمسكين فى الوقت ذاته بضرورة محاكمة الرئيس المعزول وقيادات مكتب الإرشاد على تحريضهم ضد المواطنين العزل الذين يثورون على حكم التنظيم، رافعين لافتات كتبوا عليها: «لا تصالح مع من أفتى بقتل مسلم، رابعة والنهضة بيوزعوا كحك العيد وجايبين مراجيح احتفالاً بالدماء التى يشاركون بإراقتها بسيناء، القاعدة والسلفيون والإخوان مثلث الإرهاب فى سيناء». وهتف المتظاهرون: «احبس رابعة فى الكركون.. إحنا معاك ضد الكون، احبس رابعة فى اللومان.. ما يهمكش من الأمريكان، يلا يا سيسى خد قرارك.. لسه ما شافوش غير هزارك، يا مبارك حضر حالك.. مرسى وجماعته جايلك حالا، الستات قالت كلمتها.. الإخوان تحت جزمتها». فى حين توافد مئات المواطنين منذ الصباح الباكر لأداء صلاة العيد بساحة مسجد عمر عبدالعزيز المواجهة لقصر الاتحادية تلبية لدعوة حركة «تمرد» من أجل دعم القوات المسلحة والسلطة ضد الضغوط الخارجية التى يلاقونها، مطالبين بضرورة استقلال القرار المصرى عن أمريكا، ومشيدين بتصريحات أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى للرئيس المؤقت، برفض الدولة المصرية لأى إملاءات توجَّه إليها. من جانبه، أكد الدكتور محمود بكار، إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز، الموجود بمحيط الاتحادية، خلال خطبة العيد، أن الفرقة التى تدفعنا إليها بعض القوى لن تؤدى إلا لفشل أهداف الأمة الإسلامية التى تسعى لصالح البلاد والعباد، مطالباً رافضى المصالحة الوطنية بضرورة تنحية مطالبهم جانباً، قائلاً: «المتعلق بالله وحده فقد فلح، والمتعلق بغير الله فلن يلقى سوى الذل والمهانة». وخاطب «بكار» المتحركين باسم الدين، قائلاً: «إياكم وفساد ذات البين؛ فهو يؤدى إلى جو الكراهية والعداوة وفساد الدين»، وطالب خطيب الاتحادية الجميع بالتحرك خلف القائمين على الدولة من أجل وحدة الصف، موضحاً: «ديننا يأمرنا بأن نتحرك كالبنيان الواحد؛ فديننا يدعو للتوحد، وهو ما يجب أن يتخلق به المسلمون»، وحذر «بكار» من استمرار حالة التنازع والشقاق فى المجتمع قائلاً: «ذلك لن يؤدى إلا للفشل وذهاب قوى الدولة وهزيمتها فى وجوه أعدائها». وعقب صلاة العيد، نظم العشرات من السيدات وقفة أمام بوابة «4» للقصر الرئاسى، لتأكيد دعمهن للجيش ومطالبته بتفعيل التفويض الذى أعطاه الشعب له بمواجهة إرهاب تنظيم الإخوان، فى ظل انتشار تجاوزاتهم التى وصلت إلى إنشاء «سلخانة» لتعذيب المخالفين لهم فى الرأى والمنشقين عنهم. كما حدثت مناوشات بين المعتصمين أمام بوابة «4» لقصر الاتحادية الرئاسى مع عدد من السيارات القادمة من ميدان رابعة العدوية، رافعة صور الرئيس المعزول محمد مرسى، بعد أن ردد بعضهم هتافات منددة بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وما سموه «الانقلاب العسكرى». وفور هتاف مؤيدى «المعزول» ضد قادة الجيش، نشبت مشادات لفظية؛ حيث أكد المعتصمون أن ما يفعله أتباع تنظيم الإخوان لا يمت للوطنية بصلة، فرد عليهم مؤيدو «المعزول» باتهام «السيسى» و«البرادعى» بأنهما عميلان لجهات خارجية لإفساد ثورة 25 يناير. وتصاعدت المناوشات بين الطرفين حتى وصلت لتبادل إلقاء الحجارة بينهم، وسط حياد قوات تأمين محيط القصر الرئاسى من القوات المسلحة والشرطة. فيما تحرك المعتصمون بعد الأحداث ليهتفوا: «الشعب خلاص أسقط النظام، حاكموا مرسى وبديع، الليلة مفيش إخوان، يلا يا سيسى خلصنا من الإرهاب». فيما انتشرت مدرعات وآليات القوات المسلحة أمام القصر الرئاسى لتأمين المصلين، بالتعاون مع قوات الشرطة التى وُجدت بكثافة لتأمينهم وسط نشر أسلاك شائكة وعمل كمائن بأجولة رملية، وسط هتاف الموجودين أمام القصر: «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة»، وحرص الموجودون أمام الاتحادية على التقاط الصور التذكارية مع جنود القوات المسلحة.