سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أغانٍ وطنية وألعاب نارية ومسيرات ليلية استجابة ل«السيسى».. وأعلام مصر تكسو العقارات المحيطة بالقصر متظاهرو الاتحادية يتناولون إفطار رمضان مع «الجيش والشرطة» فى «جمعة التفويض»
على وقع الأغانى الوطنية والألعاب النارية والإفطار الجماعى مع عناصر الجيش والشرطة، قضت «الوطن» ليلة مظاهرات القوى السياسية والثورية والمواطنين أمام قصر الاتحادية الرئاسى مساء أمس الأول، استجابة لدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، وتفويض الجيش والشرطة فى مواجهة العنف والإرهاب المحتمل. بدأ المتظاهرون التوافد على محيط قصر الاتحادية للتظاهرات منذ الصباح الباكر، وأدوا صلاة الجمعة بمسجد عمر بن عبدالعزيز المواجه للبوابة رقم 4 للقصر. واستنكر الدكتور محمود بكار، إمام وخطيب المسجد، تصدير بعض التيارات السياسية لتحركاتها على أنها «حماية للإسلام»، مشدداً على أن الآراء السياسية تختلف من وقت لآخر إلا أن الإسلام دين ثابت لابد من إبعاده عن أى صراعات سياسية. وناشد «بكار» خلال خطبته جميع القوى، التعبير عن رأيها بسلمية دون اللجوء لأحداث عنف كما حدث فى الفترة الماضية التى وصلت لاشتباكات بين أطراف وجنود القوات المسلحة والشرطة. وبعد انتهاء الصلاة نظم المتظاهرون مسيرات طافت الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسى، مرددين هتافات «فوضناك فوضناك.. تقضى يا سيسى على الإرهاب»، ووزعوا بيانا يؤدى التحية لقادة القوات المسلحة لما بذلوه من جهد وتضحيات من أجل الوطن. وتوافدت مسيرات تضم الآلاف من أهالى سراى القبة ومصر الجديدة إلى محيط القصر لتأييد الجيش، مرددين هتافات «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة». واتفق عدد من المتظاهرين على صيغة واحدة لتفويض الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب نصها: «أمر وتكليف.. نحن شعب مصر الراغب فى الاستقرار وحماية وطنه نوكل الجيش المصرى العظيم فى التحرك لحماية مصرنا العزيزة وحماية أبنائنه ونفوضه بأن يضرب بيد من حديد على من يريد دمار أو حرق مصر». وسادت الأجواء الكرنفالية محيط قصر الاتحادية، وعلق المتظاهرون سلاسل من اللمبات الملونة، كما وفر الباعة الجائلون «كراسى فراشة» استخدمها المتظاهرون كموائد طعام وقت الإفطار. وشهدت مسيرات المتظاهرين هتافات «افرم يا سيسى بالقانون كل من خان ودمر، يا أبودبور ونسر وكاب إحنا وراكم من الإرهاب، علّى وعلّى الصوت كمان مش هنسيبها للإخوان، قضيتهم قصر وقضيتنا مصر». وتناول المتظاهرون الإفطار برفقة قوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين القصر الرئاسى، وأرسل أهالى العمارات السكنية المحيطة بالقصر زجاجات مياه مثلجة وعدداً من الوجبات للمتظاهرين دعماً لهم. ونظم أهالى المناطق القريبة من القصر الرئاسى مسيرات بالسيارات تأييداً للجيش، كما علقوا الأعلام المصرية على شرفات منازلهم تعبيرا عن دعم الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى حربه على الإرهاب. وندد متظاهرو الاتحادية باستمرار دعم الإدارة الأمريكية لتنظيم الإخوان، رغم انحياز القوات المسلحة لإرادة الشعب المصرى، رافعين لافتات تهاجم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان ضد ما وصفه المتظاهرون ب«دعمهما للإرهاب»، مطالبين برفض المعونة الأمريكية لمصر، وطرد السفيرة الأمريكية من مصر آن باترسون، لمساندتها لتنظيم الإخوان و«لعبها دوراً استخباراتياً للأوضاع فى الشارع المصرى» على حد وصف لافتات المتظاهرين. ورفض المتظاهرون وصف بعض الدول الأجنبية لما حدث فى البلاد من انحياز الجيش للشعب على أنه «انقلاب عسكرى»، وعلقوا لافتة كبيرة على نفق العروبة كتبوا عليها «كلنا وراء جيشنا.. نفوضه يقضى على الإرهاب» باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية. من جهة أخرى أكد مصدر عسكرى بارز ل«الوطن» أن القوات المسلحة خصصت طائرات عسكرية نقلت عدداً من مراسلى وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الأجنبية لمواقع مظاهرات تأييد الملايين من الشعب المصرى لتكشف لهم حقيقة ما حدث فى يوم 30 يونيو، وتوحد القوات المسلحة مع أبناء شعبها العظيم. وقال المصدر إن الغرب ينظر لما يحدث فى مصر على أنه انقلاب عسكرى وفقاً لمعلومات مغلوطة صدرها له البعض، إلا أن الحشود الغفيرة التى خرجت للشوارع تأييداً للجيش كفيلة بتغيير هذه الصورة. وارتدى المتظاهرون أقنعة تحمل صور وجه «السيسى» فى إشارة منهم إلى تلاحم قادة القوات المسلحة مع الشعب. واستنكر المتظاهرون التغطية التى أجرتها الوسائل الإعلامية الموالية للرئيس المعزول محمد مرسى وتنظيم الإخوان، ووصفوها ب«المغرضة»، مرددين هتافات: «الجزيرة فين الشعب المصرى أهو». فى السياق ذاته، أذاعت المنصة الرئيسية لتظاهرات أول أمس الأغانى الوطنية وسط إطلاق المتظاهرين للألعاب النارية احتفالاً بخروج ملايين المواطنين تأييداً لدعوة الجيش لمواجهة الإرهاب، بينما قدم الفنانون محمد الحلو وإيهاب توفيق وحكيم ومحمد جمال عروضاً فنية وسط تفاعل المواطنين مع أغنية توفيق «الله عليك يا سيسى». بانتهاء المظاهرات حرص المواطنون على التقاط الصور التذكارية مع رجال القوات المسلحة والشرطة.