توقع الكاتب والمحلل السياسى البريطانى «روبرت فيسك» عدم إقدام السلطات المصرية على فض اعتصامات الإخوان خلال العيد، وذلك لأهمية المناسبة دينياً، علاوة على أن الجيش لن يغامر بفقد شعبيته بين المصريين، وأشار الكاتب فى مقالة بصحيفة «إندبندنت» إلى أن إعلان الحكومة المؤقتة فشل جهود حل الأزمة لا يعنى بالضرورة انهيارها نهائياً، وتابع أنه مع تفجر أعمال العنف وسقوط العديد من الضحايا ظهر «السيسى» بمظهر الرجل الصبور، وذلك بتأكيده هو والحكومة المؤقتة أنه لا يزال يرحب بأى جهود دولية لحل الصراع موحياً بأن الأمور لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة. واستطرد «فيسك» أن زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكى «ويليام بيرنز» قد فشلت فى تحقيق أى شىء، كما أن الجيش المصرى لا يزال يحاول استيعاب وصف السيناتور الأمريكى «جون ماكين» لما حدث فى 3 يوليو بأنه «انقلاب»، مشيراً إلى أن الإخوان قد حظوا بدعم دبلوماسى أمريكى من النادر أن يحصلوا عليه كما أن القطريين أصيبوا بالإحباط بسبب عدم السماح لهم بلقاء «مرسى» على غرار ما حدث مع الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين. وذكر الكاتب أن المشكلة تكمن فى أن مؤيدى الرئيس المعزول قد فوجئوا بالإطاحة به ولم يكن لديهم أى خطط مستقبلية باستثناء المطالبة بعودة «مرسى» لسدة الحكم، ولذا، نزلوا إلى الشوارع ونظموا اعتصاماً فى القاهرة أغلقوا خلاله بعض الطرق. كما أن الجيش توقع أن مؤيدى الإخوان سيصيبهم التعب بعد أيام قليلة فى حر الصيف وبعد أحداث الحرس الجمهورى والمنصة، لكن يبدو أن الإخوان يرغبون فى اللعب وفقاً لقواعدهم التى وضعوها بأنفسهم. وأضاف «فيسك» أن الإخوان يعرفون أن «السيسى» لا يرغب فى حدوث أى مذابح جماعية لهم وكذلك الولاياتالمتحدة، كما أن الجيش المصرى لا يرغب فى تلطيخ يده بدم الإخوان وخاصة بعد تلميح عدد من الدبلوماسيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية والصحفيين بضلوع قناصة مجهولين فى حادثى الحرس الجمهورى والمنصة. وأنهى الكاتب مقاله بأنه من المهم تذكر أنه فى تلك اللحظات الحرجة فى تاريخ مصر ينبغى أن نذكر أن حكومة مرسى قد رفضت مقترحات لإجراء انتخابات حرة للنقابات العمالية، التى تمثل أبسط دليل على الديمقراطية، ورغم أن «ماكين» قد وصف ما حدث بالانقلاب، فإنه لا يستطيع أن يدعى أن جماعة الإخوان كانت تدعم العمال.