حديقتان من أهم الحدائق فى مصر تستقبلان العيد تحت حصار الاعتصام: الحديقة الدولية بمدينة نصر وحديقة الحيوانات بالجيزة. اعتصاما رابعة العدوية والنهضة كان لهما تأثير على إقبال المواطنين على زيارة الحديقتين، بعضهم قال إنهم أتوا للتنزه بصحبة أسرهم بالرغم من شعورهم بالقلق والخوف من وجود المعتصمين قرب متنزههم المفضل، وشهدت الحديقة الدولية إقبالا ضعيفا مقارنة بالأعوام السابقة، كما اكتفت حديقة الحيوانات، الأهم والأشهر والأكثر جذبا فى مصر، بفتح بوابتين فقط على الشوارع الجانبية، من أصل 7 أبواب للحديقة الممتدة، حيث شهدت إقبالا ضعيفا، نتيجة حصار اعتصام النهضة للمنطقة المحيطة بالحديقة. سعيد مختار (61 سنة)، اصطحب عدداً من أحفاده إلى حديقة الحيوان، كتقليد سنوى فى موسم الأعياد، يقول: «كل سنة بنيجى من أطفيح مخصوص نفسّح العيال ونفرجهم على الحيوانات ويشوفوا المدينة ويفرحوا بالعيد، السنة دى ولادى كانوا مترددين يخلونى آخد أولادهم أحفادى وأروح بيهم الجنينة، فى النهاية اقتنعوا إننا نيجى لكن الإقبال العيد ده ضعيف، أضعف من كل مرة». اعتصام ميدان النهضة الذى يشغله أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى اضطر إدارة الحديقة لإغلاق بابها الرئيسى، الذى يفتح على ميدان الاعتصام مباشرة، وبحسب محمود السيد، أحد حراس الحيوانات بالحديقة، فإن «الحديقة فتحت بابين فقط من أصل سبعة أبواب، منها الباب الرئيسى تخوفاً من أى احتكاكات تحصل بين بعض الزوار والمعتصمين، والبابين اللى اعتمدت عليهم الحديقة بابين جانبيين يتم استخدامهم فى الأساس لدخول وخروج السيارات، إحنا مش ضد الاعتصام ولا ضد الثورة بس لينا الحق إننا نسأل إزاى ممكن الثورة تجيب لنا حقوقنا، النهارده الإقبال أقل بمقدار ثلاث أرباع الإقبال فى موسم العيد، وكل حارس لو كان بيطلع فى اليوم ده بعشرة جنيه النهارده، مقدرش يطلع بأكتر من اتنين جنيه». يقول حسن سيد، محاسب (42 عاما)، إنه اختار أن يصطحب أولاده فى أول أيام العيد إلى الحديقة الدولية، لأن له ذكريات فى مدينة نصر، التى قطن فيها أكثر من 20 عاما، ويرى أن الأحداث السياسية الحالية أثرت على مظاهر الخروج فى العيد، خاصة أن كل أسرة لديها أطفال وتخاف عليهم. ويروى أنه أثناء انتقاله من منطقة السلام التى يقطن فيها حالياً، فى طريقه إلى مدينة نصر للتوجه إلى الحديقة الدولية، وجد عددا من سيارات الأمن والمدرعات على الطريق، ولكن عند التقدم فى الطريق المتجه إلى شارع عباس العقاد، وجد عددا من المعتصمين برابعة العدوية واقفين أمام قسم مدينة نصر، مرددين شعار «كل سنة وانت طيب.. مرسى راجع قريب»، قائلاً «انتابنى القلق لما شفتهم، لأن أنا لو لوحدى مش هيبقى فارق معايا إنما أنا معايا أولادى». يقول «حسن»، الذى اصطحب أبناءه الأربعة، إنه اختار الحديقة الدولية نظراً لأنها الأقل ضرراً من مكان آخر مثل حديقة الحيوان، التى يتخوف الناس من الذهاب إليها حالياً، نتيجة اعتصام النهضة أمام الحديقة، مضيفا «أنا كنت قلقان إنى أخرج خوفاً على الأطفال، ولكن الواحد بيتعرض لضغوط منهم، لأن ده عيد وعايزين يتفسحوا وينبسطوا، ولكن بتخرج من البيت وانت عندك حذر». يقول علاء الدين عبدالرحيم، مترجم لغة إنجليزية، إن الحديقة الدولية تتميز بالهدوء وقريبة من مكان إقامته فى المقطم، مشيراً إلى أن الإقبال عليها لم يكن بكثافة الأعوام السابقة، مضيفا: من يقطنون بالقرب من منطقة رابعة العدوية من الصعب عليهم الخروج يوم العيد إلى الحديقة الدولية. ويقول الرجل الذى اصطحب ابنه وابنته، إن هناك صعوبة فى الوصول إلى شارع عباس العقاد أو مكرم عبيد، نتيجة إغلاق الطريق، كما أصبح مشهد المنطقة أمام مسجد رابعة لا يسر الناظرين. ويؤكد أن أولاده عرضوا عليه الذهاب إلى حديقة الحيوان، لكنه رفض خوفاً على أولاده من أن يجد صعوبة فى الوصول إليها، قائلاً «حديقة الحيوانات خسرت كثيرا من الزوار بسبب الاعتصام الموجود حالياً، خاصة أن لها مكانة خاصة عند المواطنين». فيما يقول المهندس عادل خليل رئيس مجلس إدارة الحديقة الدولية إنهم وفروا كل الاستعدادات الخاصة بالمنشآت واحتياجات الزائرين داخل الحديقة، كما جرى تسهيل كل وسائل الترفية للزائرين، مشيراً إلى مد فترة فتح أبواب الحديقة من الساعة 7 صباحاً إلى الساعة 2 صباح اليوم التالى، أما فيما يخص التأمين داخل الحديقة فجرت مخاطبة مديرية أمن القاهرة، للدفع بعدد من أفراد الأمن لتأمين الحديقة.