فى سرية تامة، تجرى عدة جهات أمنية وسيادية تحريات مكثفة للوصول إلى مرتكبى جرائم القتل والتعدى على ضباط وأمناء الشرطة فى سيناء، التى زادت بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة ووصلت إلى 5 حالات فى أقل من شهرين، منها 3 حالات قتل وتعد خلال الأيام ال10 الأخيرة. وتشير المعلومات الأمنية الأولية إلى احتمالين أولهما وجود تنظيم أو جماعة منظمة تستهدف ضباط الشرطة وتصفيهم، والآخر أن تكون حالات فردية للانتقام والثأر من الضباط والأمناء على وجه الخصوص، كرد فعل للعديد من التجاوزات التى مورست ضد بدو سيناء فى السنوات الأخيرة. وبدأ مسلسل التعدى على قوات الشرطة فى منتصف شهر مارس الماضى، عندما قتل أول أمين شرطة، يدعى نبيل عمر، خلال توجهه إلى مقر إقامته بعد انتهاء نوبة خدمته بالقرب من قسم ثانى العريش، وذلك بعد أن استهدفته مجموعة مسلحة أعدت له كمينا ومن ثم أطلقت عليه النار بكثافة حتى لقى مصرعه بعد أن لاذ المسلحون بالفرار. وفى يوم الثلاثاء، الموافق 19 يونيو الماضى، تعرض أمين شرطة يدعى «م.ع»، بجهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن شمال سيناء، وأسرته لمحاولة اغتيال، خلال استقلالهم دراجة نارية فى طريقهم إلى منزلهم بالعريش، بعد إطلاق الرصاص عليهم من مجهولين، ونتج عن ذلك إصابته بطلق نارى فى صدره وإصابة زوجته بطلق نارى فى الساق وإصابة نجلهما بجروح. ولقى أمين شرطة، يدعى شعبان محمد مهدى، يعمل فى مكافحة المخدرات بمديرية أمن شمال سيناء مصرعه، صباح الأحد الموافق 2 يوليو الماضى، بعد إصابته بطلق نارى من قبل مسلحين أطلقوا عليه النار بقصد قتله وسط مدينة العريش، بعد أن ترقبوه ورصدوا جميع تحركاته وأطلقوا النار عليه بكثافة أمام مدرسة الثانوية العسكرية، ما أدى إلى مصرعه على الفور. كما أصيب أمين شرطة آخر فى نفس اليوم، 2 يوليو، يدعى السيد عبدالمجيد على، والبالغ من العمر 34 عاما، بطلقين ناريين فى الكتف والقدم، أثناء عودته من محل خدمته بأحد الأكمنة الأمنية بوسط سيناء مستقلا سيارة الشرطة، بعد أن خرج عليه مسلحون مدججون بالأسلحة وأطلقوا النار عليه بكثافة، ما أدى إلى إصابته. وبعدها بيومين فقط تعرض ضابط من قوات المرور بمديرية أمن شمال سيناء إلى الضرب الشديد من قبل ملثمين مسلحين اعترضوا طريقه أثناء استقلاله سيارة خاصة بالعمل بصحبة مجند، عندما كانا فى طريقهما إلى مدينة رفح، بمنطقة تقع شرق كمين الريسة الأمنى بسبعة كيلومترات، وبعد ذلك استولوا على السيارة والأسلحة وألقوا بهما بجانب الطريق بعد أن تعمدوا إذلال وإهانة الضابط بشكل سافر بأمرهم سائقه بصفعه على وجهه عدة مرات. وأكد مصدر أمنى ل«الوطن» أنه تم التوصل إلى خيوط مهمة للكشف عن المتهمين بالتعدى على ضباط الشرطة، واستبعد أن يكون هناك جهة منظمة تعمل على قتل ضباط وأمناء الشرطة، وأشار إلى أن الاحتمال الأكبر أن تكون حالات انتقام فردية وتصفية لحسابات قديمة حيث يعتقد البعض من أبناء البادية أن الضابط أو أمين الشرطة الذى ألقى القبض على متهم فى قضية، هو المسئول عن حبسه فيحق له القصاص منه، وضرب مثلا بالأمين شعبان الذى قتل فى 2 يوليو الجارى، حيث يعتقد أنه تمت تصفيته، لكونه عمل لفترة طويلة بإدارة مكافحة المخدرات. من جهته أكد اللواء أحمد أبوبكر، مدير أمن شمال سيناء، أن الأجهزة الأمنية توصلت لخيوط مهمة فى قضايا الاعتداء على ضباط وأفراد الشرطة، وقال: سيتم القبض على مرتكبى هذه الجرائم فى أسرع وقت، بعد أن وصلنا إلى خيوط هامة لكشف ألغاز الاعتداء على ضباط الشرطة، رافضا الإفصاح عن أية معلومات إضافية لضمان سير التحقيق. وندد إبراهيم المنيعى، منسق اتحاد قبائل سيناء المستقل، باستهداف ضباط الشرطة فى سيناء، وطالب وزير الداخلية بتقديم اعتذار رسمى لبدو سيناء عن الانتهاكات التى مورست ضدهم من أجل فرض مصالحة حقيقية توقف نزيف الدم والقصاص الذى تفشى فى الشارع السيناوى، واستبعد المنيعى وجود تنظيم لاستهداف ضباط الشرطة، مرجحا أن تكون حالات الاعتداء التى وقعت على ضباط وأمناء الشرطة مجرد حالة من حالات الثأر الفردى، وناشد وزير الداخلية سرعة عودة الشرطة للشارع فى سيناء، مطالبا باستبعاد كل الضباط الذين عملوا فى سيناء قبل الثورة قائلا: معظمهم أياديهم ملوثة بدماء أبناء سيناء، ولن نقبل عودتهم أو وجودهم بيننا. من جهته اعتبر يحيى أبونصيرة، الناشط السياسى السيناوى، أن تفشى حالات الانتقام الآن شىء طبيعى، قائلا: عانى المواطن الشريف من انتهاكات غير عادية من قبل ضباط وأمناء الشرطة الذين انتهكوا البيوت واعتدوا على النساء وتحرشوا بهن بلا أى سبب. وأضاف: «لا شك أن هناك مشكلة وثأرا قديما بين المواطنين والداخلية، ولابد من فتح تحقيق رسمى فى كل الانتهاكات التى تعرض لها المواطن السيناوى، صحيح أننى ضد الاعتداء على ضباط الشرطة، لكنى أيضا ضد ترك الجناة يمرحون أمام أعيننا بلا أى حساب ولا عقاب».