وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، دولة الجابون، اليوم، في ثالث محطات جولته الإفريقية، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الجابوني على بونجو، في مقر القصر الرئاسي هناك، ومن المقرر أن يجري الرئيس السيسي مباحثات تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بالأمن والسلم بالقارة في ضوء عضوية مصر الحالية بمجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي. وتأتي أهمية زيارة الرئيس السيسي للجابون باعتبارها أول زيارة لرئيس مصري إلى دولة الجابون منذ بداية العلاقات بين البلدين. وتقول الدكتورة أماني الطويل رئيس الوحدة الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإفريقية: "إن زيارة الرئيس السيسي ترجع إلى الموقف الذي قامت به مصر في الفترة الماضية، من تقديم دعم سياسي للرئيس الجابوني أثناء المعركة الانتخابية عندما شككت بعثة الاتحاد الأوروبي في صحة فوزه بالانتخابات وأوصت فرنسا بإعادة فرز الأصوات، إلا أن مصر أقدمت على الاعتراف بشرعية الرئيس الجابوني." وأضافت الطويل في تصريحات ل"الوطن": "طبقا لهذا الموقف من المتوقع أن تنمو العلاقات المصرية الجابونية في الفترة المقبلة، بخاصة أن الجابون بلد لديه إمكانيات سياحية وغابية ترشحه لتصدير الأخشاب، إضافة إلى أنها بلد تحتضن منظمة cicba أحد أهم المنظمات الإفريقية، و التي تحيي تراث شعب"البانتو" الذي يشكل غالبية شعوب الجنوب الأفريقي من سواحل تنزانيا وحتى سواحل الجابون وحتى جنوب إفريقيا". وتعد هذه الجولة الإفريقية رقم 10 للرئيس عبد الفتاح السيسي، زار خلالها 27 دولة إفريقية أي حوالي 50 % من إجمالي الدول الإفريقية، ما يعطي انطباع بأن مصر تعطي إفريقيا اهتماما كبيرا في سياستها الخارجية ولذلك جاءت زيارة الرئيس السيسي للجابون، وفقًا للدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية. وأضاف سمير في تصريح ل"الوطن" مصر من أعلى النسب مشاركة في تمويل مؤسسات الاتحاد الإفريقي وفي هذا الإطار تأتي جولة الرئيس السيسي للدول الأربع، وزيارة الجابون لها دلالة خاصة لأنها الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ أن بدأت العلاقات بين البلدين في عام 1975، لاعتبارات سياسية وأمنية. وعن أهمية الزيارة، أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أنه من الناحية الاقتصادية تعد الجابون أكثر الدول الإفريقية استقرارا، ومن الدول الغنية بالنفط ما يشير إلى زيادة فرص التعاون بين البلدين. وتابع:"الجابون مقر منظمة دول وسط إفريقيا وبالتالي زيارة السيسي للجابون تعد زيارة لكل دول وسط إفريقيا، بالإضافة إلى التنسيق بين البلدين في المجال الأمني، بخاصة مع انتشار تواجد جماعة بوكو حرام الإرهابية في إفريقيا وتنظيم القاعدة، ومن الممكن توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب بين البلدين. ومن المكاسب الأخرى التي تعود على مصر من زيارة الرئيس السيسي للجابون، هو أن الأخيرة لديها علاقات جيدة بدول الجوار الأخرى، وبالتالي كسب الجابون في أي تصويت داخل الاتحاد الإفريقي مكسب لمصر، حسب قول سمير.