هنأ الأمين السياسي للمؤتمر الوطني السوداني، د.حسبو عبد الرحمن الشعب المصري بتحقيق أهداف ثورته، وقال إنها تعطينا الدروس والعبر، كما هنأ القوى السياسية المصرية بتراضيها على الثوابت الوطنية، معربًا عن أمله في أن يفضي ذلك إلى استعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة. وقال الدكتور حسبو في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة اليوم، إن مقولة السودان يشكل العمق الاستراتيجي لمصر، ومصر تشكل العمق الاستراتيجي للسودان ليست شعارًا، وإنما هي واقع حتمي تؤكده الجغرافيا والتاريخ، داعيًا إلى تواصل شعبي بين البلدين يتجاوز الحكومات؛ لأنها زائلة وتبقى الشعوب، وشدد على ضرورة تواصل منظمات المجتمع المدني والهيئات والتنظيمات في البلدين الشقيقين. من ناحية أخرى، جدد الأمين السياسي للمؤتمر الوطني تمسك حزبه بمواصلة الحوار مع المعارضة السودانية على أساس من الثوابت الوطنية المتمثلة في وحدة تراب الوطن والالتزام بالدستور والقانون وصون حقوق الإنسان ونبذ العنف والتحالف مع الأجنبي. وقال حسبو إن المؤتمر الوطني، ظل طوال فترة حكمه الماضية يدعو للحوار مع كافة القوى السياسية دون إقصاء بما في ذلك الحركات المسلحة، مشيرا إلى أن هناك 18 حزبا يشارك في الحكومة الحالية بينما تم الاتفاق مع نحو 37 حزب على الثوابت الوطنية، لافتًا إلى أن المؤتمر الوطني ليس ضد التغيير، ولكنه يشترط أن يكون عبر صناديق الانتخابات وبعملية ديمقراطية حضارية. وحول القرارات الاقتصادية الأخيرة، أكد الأمين السياسي للمؤتمر الوطني أن انفصال الجنوب وما تلاه من إيقاف للنفط والهجوم على هجليج أثر على موازنة الدولة بنحو 23%، مما استدعى القيام بحزمة من الإجراءات لتجاوز هذه الفجوه تمثلت في تقليل الانفاق الحكومي بنسب متفاوته وإلغاء نحو 100 وظيفة قيادية بدرجة وزير أو وزير دولة أو مستشار، أما الحزمة الثانية فتمثلت في البرنامج الثلاثي لزيادة الانتاج خاصة في مجالي النفط والذهب، والحزمة الثالثة، شملت التوسع في المظلة الضريبية وتخفيض ميزانية الدولة بنسبة 40% ، ووقف أي عمليات إنشائية حكومية جديدة، بجانب خفض الدعم للمحروقات حيث تم سحب نحو 30% منه. وأوضح الدكتور حسبو عبد الرحمن، أنه تم تخصيص جزء من هذا الدعم لصناديق الدعم المباشر للمستحقين، حيث إن الدعم في المرحلة السابقة يذهب للجميع، بجانب توسيع دائرة دعم الأسر الفقيرة. وأضاف:"مالم تتخذ هذه الإجراءات ستتعقد المسألة الاقتصادية وستؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل". وحول رد فعل بعض الجهات المعارضة لهذه القرارات قال إنها لم تطرح حلولا اقتصادية، وإنما لجأت إلى التحريض على المظاهرات التي وصفها بالمحدودة، مشيرا إلى أن هذا حق دستوري، لكن الحكومة لاتقبل أن تجنح تلك المظاهرات إلى التخريب، وإلا ستتعامل معها الشرطة في هذه الحالة بما يحفظ الممتلكات العامة و الخاصة. وقال إن الشعب السوداني، سبق أن جرب هؤلاء المعارضين في فترات حكم سابقه لذلك لم يستجب الشارع لدعواتهم المتكررة له بالخروج. وبشأن المفاوضات مع دولة الجنوب، وصفها الأمين السياسي للمؤتمر الوطني بأنها "جيدة"، وقال إنها أحرزت تقدما ملحوظًا، وأفرزت نتائج إيجابية سيتم البناء عليها في المفاوضات التي استؤنفت اليوم، وأشار إلى أن السودان مصمم على الانتهاء من الملفات الأمنية قبل الدخول في أي مفاوضات أخرى بشأن النفط أو الحدود أو أوضاع مواطني البلدين .