سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفاجآت استطلاع «بيت الحكمة»: 7% فقط نسبة أنصار «أبوإسماعيل» فى اعتصام العباسية 37% يطالبون بحماية الدم المصرى.. و17% ضد «اللجنة العليا».. و10% يريدون تطبيق الشريعة
فى ظل مشهد شديد الضبابية خرجت مسيرة الأسبوع الماضى من التحرير إلى وزارة الدفاع للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، وسرعان ما تحولت إلى اعتصام بالعباسية بعد إيقافها، وكان أسبوعاً دامياً، نتيجة هجوم من وصفوا ب (البلطجية) على المعتصمين وسقوط حوالى 20 شهيداً يوم الأربعاء ليكتمل المشهد يوم الجمعة عندما فض الجيش الاعتصام بالقوة، واعتقال وإصابة المئات، فضلاً عن سقوط شهيد من القوات المسلحة وهو ما فتح الباب أمام سيل الشائعات عن قيام طرف معين بالتحريض. ولأنه فى مثل هذا الصخب وعدم اليقين يصعب الوصول إلى الحقائق وسط الاستقطابات السياسية، تحرك الفريق البحثى ل «بيت الحكمة» يوم الخميس السابق للإخلاء، محاولاً استجلاء بعض الحقائق ميدانياً باستطلاع رأى عينة عشوائية منضبطة من المعتصمين، وفيما يلى أبرز نتائجها. أولا: خصائص العينة: توجه الفريق إلى ميدان العباسية من الثالثة والنصف عصراً وحتى التاسعة والنصف مساء الخميس 3مايو وأجرى مقابلات فردية مع 30 معتصماً ينتمون لتيارات مختلفة، وكان التركيز على خيم الاعتصام والجبهات الأمامية للحراسة والتأمين. ووجه عدداً من الأسئلة لاستجلاء الحقيقة على 3 محاور: 1. الرأى فى توقيت ومكان الاعتصام (لماذا هذا التوقيت/المكان تحديداً؟) 2. كيف يرى المعتصم المجلس العسكرى كطرف فاعل فى الأحداث؟ 3. تقييم المعتصمين لأداء مجلس الشعب بصفة عامة وموقفه من هذه الأزمة بصفة خاصة. وجاءت نسبة الذكور فى العينة 95% والإناث 5%. وتركزت غالبية العينة فى فئة الشباب، حيث شكّلت الفئة العمرية من 25 سنة فأقل (50%)، بينما شكلت الفئة العمرية من 26 إلى 40 سنة (40%) وكانت الأقلية فوق 40 سنة إذ لم تتجاوز نسبتهم 10%. ثانياً: توقيت ومكان الاعتصام لوحظ تدرج فى انضمام المعتصمين، فقد أظهرت العينة أن 17% فقط تواجدوا منذ الجمعة 27 أبريل، أول أيام الاعتصام، وبالنسبة لرأيهم فى اختيار هذا الوقت بالذات، فقد كان متبايناً، إذ رأى نصفهم أنه متأخر (50%) فيما قال حوالى (47%) إنه مناسب جداً كتصعيد ضرورى. أما عن اختيار المكان، فقد رأت الغالبية أنه الأنسب للاعتصام، وقال 80% إن الاعتصام عند العباسية أكثر تأثيراً من التحرير، وأضاف 10% أن المكان مناسب بشرط الحشد، بينما عبّر 10% عن عدم رضائهم عنه بسبب سهولة حصاره ولكنهم استجابوا على أية حال. ثالثاً: انتماءات المعتصمين ودوافعهم أوضح الاستطلاع أن 100% من العينة أكدوا أنه رغم انتماءاتهم المختلفة فإنهم نزلوا بقرارات فردية لا مؤسسية. وأظهرت العينة أن عدد أنصار المرشح الرئاسى المستبعد حازم أبوإسماعيل لم يزد على 7% من حجم العينة وهى النسبة نفسها التى شكّلها الاشتراكيون الثوريون و6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) من حجم العينة. أما عن دوافع المعتصمين، وهى ما كانت كثيرة، وتم قياس نسبة تكرار كل مطلب، وليس نسبتها المئوية الكلية، وعلى ذلك شكّل دافع (الدم وحماية حق التعبير لأى مصرى دون تعرضه لعنف) السبب الأكبر للاعتصام بنسبة 37% بينما جاء دافع (تحقيق أهداف الثورة وإنهاء حكم العسكر) تالياً بنسبة (33%). وأخيراً جاء سبب الاعتراض على لجنة الانتخابات الرئاسية وتزويرها بنسبة 17% تليه الرغبة فى تطبيق الشريعة بنسبة 10%. رابعاً: الموقف من أطراف اللعبة السياسية: حيث أظهر الاستطلاع مواقف متباينة للمعتصمين من أطراف اللعبة السياسية. ففيما يتعلق بالمجلس العسكرى رأت 94% من العينة أن المجلس العسكرى هو المتورط الأصلى بإرسال البلطجية، بينما 3% فقط رأوا أنه طرف متواطئ. تقييم أداء مجلس الشعب وفيما يتعلق بموقف المعتصمين من أداء مجلس الشعب، اتخذت نسبة 85% مواقف سلبية بين رؤية أن المجلس غير ثورى وليس على مستوى الحدث (45%) ونسبة 30% ترى أنه لم يقم بأى دور يذكر، بينما لم يعترف 10% منهم بشرعيته من الأساس، فى مقابل 15% رأوا أنه قام بدوره على الوجه الأكمل فى مقابل تعنت الحكومة والمجلس العسكرى. خامساً: مطالب المعتصمين بدت مطالب المعتصمين كثيرة، فنصفهم يطالب بإلغاء المادة 28 وحل لجنة الانتخابات وإسقاط حكم العسكر، بينما طالب 20% بمحاكمات ثورية للقتلة و15% طالبوا بتطبيق شرع الله. وأكّدت الأغلبية ضرورة خروج المجلس العسكرى من اللعبة السياسية ومحاكمة اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية (70%) من العينة. التحليل وأهم نتائج الاستطلاع: - تزايد أعداد المواطنين فى الاعتصام، جاء بقراراتهم الذاتية وليس بناء على توجيه قيادات أو أوامر جماعة ما. وكان بعض أهالى العباسية مشاركين فى الاعتصام، إضافة إلى تواجد الكثيرين من محافظات مختلفة مثل الغربية والإسكندرية وبورسعيد. - أجمعت كل الأطياف التى شارك بعض أفرادها (حركة 6 أبريل، مجموعات الألتراس، المسيحيون،...) على أن نزولهم بالأساس جاء بدافعين، الأول هو الدفاع عن حق أى مصرى فى التعبير عن رأيه دون تعرضه لأى عنف، والثانى أن الاعتصام تجاوز المطلب الفئوى «إعادة المرشح للرئاسة حازم أبوإسماعيل» إلى المناداة بإسقاط حكم العسكر، وإلغاء المادة 28، وحل لجنة انتخابات الرئاسة التى يجمعون على أنها غير نزيهة. - كانت الأغلبية العظمى (94%) للمعتصمين تميل إلى اتهام المجلس العسكرى بتدبير هجمات البلطجية، وأوردوا العديد من الأدلة بصدد ذلك. - اتفق أغلب السلفيين (بنسبة أكثر من 70%) غير المحسوبين على الدعوة السلفية أو حزب النور والذين يؤيد أكثرهم حازم أبوإسماعيل على أن إسقاط حكم العسكر جزء لا يتجزأ من تطبيق شرع الله، باعتباره نظاماً استبدادياً فاسداً.