انقسمت آراء الخبراء السياسيين وقيادات الأحزاب حول أسباب اندلاع الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين فى ميدان العباسية والشرطة العسكرية المكلفة بتأمين وزارة الدفاع، وحمل بعضهم المسئولية للمعتصمين خاصة من أنصار حازم أبوإسماعيل المرشح المستبعد من الرئاسة، بسبب إصرارهم على الوصول لمقر الوزارة دون مبرر، واتجه البعض لتحميل المسئولية للمجلس العسكرى لرفضه إقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى وعدم حمايته للمعتصمين السلميين واصفين موقفه ب«المخزى». الدكتور عماد جاد الخبير السياسى، رفض إصرار عدد من المتظاهرين على الاشتباك مع الشرطة العسكرية، موضحاً أن الوزارة ومحيطها ليس المكان الطبيعى للتظاهر، قائلاً بانفعال: «ميدان التحرير موجود، ارجعوا»، رافضاً الشعارات التى يرفعها الإسلاميون بحسب وصفه لإسقاط حكم العسكر كذريعة لاستمرار الاعتصام. جاد عبر عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى العباسية، الأمر الذى قد يؤدى لانقلاب أوضاع المرحلة الانتقالية فى حال استمرار الاشتباكات لعدة أيام، وقال: «وقتها سيكون مستقبل الانتخابات الرئاسية فى مهب الريح وستصبح الفترة الانتقالية فى حكم المجمدة، وسيصبح المتحكم الرئيسى فى مستقبل البلاد السياسى هو المجلس العسكرى». «الشعب ليس لديه ثقة فى المجلس العسكرى»، بهذه الكلمات علق الدكتور أحمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، على الاشتباكات بمحيط وزارة الدفاع فى العباسية، قائلا: «العسكرى يدير البلاد لصالح النظام السابق من أجل الإبقاء على رموزه». وقال دراج إن مشهد الاشتباكات والتصريحات التى سبقتها من لواءات العسكرى، تؤكد أنه لن يسلم السلطة، لافتًا إلى أن الباقى على تسليم السلطة أقل من 20 يوما، والمجلس يدير البلاد بطريقة الحرق، قائلا: «لن نكون تحت سلطته، هم موظفون فى الدولة وعليهم احترام إرادة الشعب». وحمل الدكتور جمال حشمت، النائب عن حزب الحرية والعدالة، المجلس العسكرى المسئولية عن أحداث العباسية، لأنه لم يُقِل الحكومة ولم يحمِ المتظاهرين والمعتصمين السلميين من البلطجية والخارجين عن القانون، واصفًا موقف العسكرى بالمخزى، مناشدًا المتظاهرين بالتراجع والعودة للتحرير. وأشار إلى أن مصر تشهد كل فترة «موقعة جمل جديدة»، لأن المفتعل الحقيقى لتلك الأزمات لم ينل جزاءه وعقابه حتى الآن. وقال الدكتور عمرو فاروق، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إن القوى السياسية دعت لمليونية فى ميدان التحرير وليس مسيرات لوزارة الدفاع، قائلا: «أسقطنا حسنى مبارك فى 18 يومًا من خلال مليونيات التحرير وليس أى مكان آخر.