أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار فضيلة مفتي الجمهورية، أن الأزمة الحالية في مصر أزمة سياسية وليست معركة ضد الإسلام، وتحتاج إلى جهود شاملة للمصالحة والتفاهم، يقوم فيها كل فرد وكل طرف بالواجب المنوط به للعبور بمصر إلى بر الأمان. وأضاف نجم، في اللقاء الذي حضره في المركز الإسلامي في لونج أيلاند بالولايات المتحدةالأمريكية بحضور مجموعة كبيرة من القيادات الدينية والأمريكيين تناول فيه الأحداث الأخيرة في مصر، أن الأمريكيين يتابعون الأحداث في مصر من كثب لحظة بلحظة، رافضًا وصف ما يحدث في مصر بأنه حرب ضد الإسلام، موضحًا أن ما يحدث بين المسلمين في مصر الآن هو "احتراب واقتتال سياسي" ولا يمت بأي صلة إلى "الجهاد المعروف في الإسلام"، وتابع "لابد من بذل كل الجهود لوقف اراقة الدماء بشكل فوري لأنه يمس بسمعة مصر التي أصبحت على المحك". وشدد مستشار مفتي الجمهورية على ضرورة أن يعي المتظاهرون جميعًا في مصر أن الدماء حرام على المصريين جميعًا، كما نوه بأن الحل في مصر اليوم يتطلب الكثير من المبادرات السلمية الجديدة من الشارع التي تركز على لم الشمل والتوحد دون الاعتماد فقط على الحل الأمني، مؤكدً على ضرورة استقاء المعلومات فيما يتعلق بالدين الإسلامي من أهل العلم الراسخين وهم علماء الأزهر الشريف، منوهًا بأن الأزهر يقوم بدور وطني واجتمعت حوله جميع الطوائف المصري وقد نهض في الفترة الأخيرة برسالته والعالم ينتظر منه المزيد في المرحلة القادمة لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل. وأوضح نجم أن التحدث مع العالم وبيان ما حدث من تشويه للدين الإسلامي يمثل أحد الإستراتيجيات القادمة للأزهر والمؤسسة الدينية بالكامل في مصر، حتى لا تقع شعوب العالم ومن بينها الشعب الأمريكي فريسة لوسائل الإعلام المغرضة، مشيرًا إلى أن هذه المهمة تقع على عاتق جميع المصريين سواء في الخارجية أو السياسيين أو علماء الدين وغيرهم كل حسب تخصصه بخطاب يناسب العقول والأفكار حول العالم، بعيدًا عن الاهتمام بالحديث مع النفس، حتى تصل الصورة الصحيحة للإسلام إلى العالم، بخاصة بعد صور العنف وإراقة الدماء التي عرضتها وسائل الأعلام الأجنبية. وشدد مستشار فضيلة المفتي، على ضرورة إرسال وفود إلى جميع أنحاء العالم توضح للعالم الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر والصورة الحقيقية للإسلام المعتدل أيضا، لافتًا إلى أنه كان هناك تقصير في الحديث مع العالم وبخاصة حول ما يحدث الآن في مصر، مشيرا إلى أن العالم لا يرى الآن سوى الضرب والقتل في مصر، مشددًا على أن الإسلام يحرم إراقة دماء أي إنسان تحريمًا قاطعا كما يحرم العنف بكافة صوره وأشكاله، مشيرًا إلى أن حرمة هذا الدم تعظم عندما يراق دم المسلمين بأنفسهم، وأن القرآن والسنة النبوية أكدا على ذلك بشدة في أكثر من موضع. وحول دور القوات المسلحة في المرحلة الفارقة التي تمر بها مصر، أوضح نجم أن دورها يبقى في الأساس في حماية التراب الوطني والانحياز لجميع طوائف الشعب وحمايتهم، كما تصدوا لكل من هاجم الأزهر، وقال إن كل من يفعل ذلك إنما يعبر عن رأي شخصي ولا يستطيع أحد أن ينال من الأزهر كمؤسسة عريقة ضاربة في جذور التاريخ، مؤكدًا على أهمية الرسالة الوسطية التي يحملها الأزهر، مشيرًا إلى أن تاريخ الأزهر يشهد له بأنه يقوم بدور وطني ويمثل ضمير الأمة وأن دور العلماء في الأزهر على مر التاريخ لم يقتصر على دروس العلم فقط وإنما كان علماء الأزهر ومازالوا ملاذ مصر والعرب والمسلمين جميعا، وكانوا دائما في المقدمة يرشدون الناس إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد.