سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" تحاور الهيئة العليا لحزب "الضباط المتقاعدين": لو المجلس العسكرى كان يريد البقاء فى السلطة «كان قعدكم فى بيوتكم» الكومى: لن نقارن أنفسنا بالإخوان.. وإصرارهم على معرفة ميزانية الجيش معناه أنهم «أجندات»
ما إرهاصات تأسيس حزب «الإصلاح الديمقراطى» وكيف نبتت الفكرة؟ الحداد: فكرة الحزب بدأت من ميدان التحرير فى أيام الثورة الأولى، كنا أكبر فصيل سياسى موجود فى الميدان، تحت اسم «ائتلاف ثوار الميدان والمتقاعدين العسكريين»، وبمرور الوقت فكرنا فى إنشاء حزب، لكن لم نبدأ التنفيذ إلا بعد توافر الإمكانات المادية. وما مصادر تمويل الحزب؟ الحداد: التمويل قائم على جهودنا الذاتية، كأعضاء فى الحزب فقط لا غير، والذى شجعنا بشكل مباشر على الإسراع فى التأسيس هو أننا وجدنا البلد ينهار، وعدد الأحزاب فى تزايد، والمشير محمد حسين طنطاوى نفسه طالب المصريين بذلك من نحو شهرين، حينما قال: «من المهم أن ينشئ الناس أحزاباً ونحن سنساعدهم». هل هذا يعنى أن المشير أو المؤسسة العسكرية بشكل عام ستساعدكم؟ هارون: أؤكد على أن المشير أو المجلس العسكرى لا يدعمنا بأى شكل، لأنهم زملاء المستقبل لنا، فقد ينضمون لنا بعد تقاعدهم. إذن يمكن أن نتوقع أن يصبح المشير طنطاوى رئيساً للحزب فى يوم ما؟ هارون: ولم لا؟ لكن بعد أن يخرج من الخدمة العسكرية، وليس من حق أحد أن ينفى عنه صفة المواطنة، أو إقصاء أحد، والعمل فى الحزب تطوعى لكل مواطن. ألم توجه إليكم أى ملاحظات من المؤسسة العسكرية عقب إعلانكم عن تأسيس الحزب؟ هارون: إطلاقا.. بل على العكس، هم قد يستفيدون منا فى مرحلة لاحقة، ومن خبراتنا فى العمل السياسى. هل صحيح أن فكرة تشكيل الحزب طُرحت فى عهد الرئيس المخلوع، ولم تتمكنوا من تنفيذها؟ فتح الله: لم يكن مسموحاً لأى حزب أن يعمل خلاف الحزب الوطنى وباقى الأحزاب كانت أحزاباً كرتونية! لماذا اخترتم «الإصلاح الديمقراطى» تحديداً اسماً للحزب؟ فتح الله: «الإصلاح» تعنى تطبيق مبادئ الثورة، و«الديمقراطى» تعنى «أساس الحياة». ألم تحاولوا بكلمة «الديمقراطى» نفى صفة «الديكتاتورية» المعروفة عن أبناء المؤسسة العسكرية؟ فتح الله: نحن حزب مدنى وليس عسكرياً، وهذا فهم خاطئ للمؤسسة العسكرية، لأنه لا يمكن لأى قائد اتخاذ قراره، دون مشاورة من حوله بمنتهى الديمقراطية، وكذلك قرار المؤسسة ككل، وفى حال صدوره يكون القرار ملزماً للجميع، وهذا ما سنطبقه فى الحزب، أن يتم الأمر بالشورى ولكن القرار النهائى سيكون ملزماً للجميع فى الحزب. لكن ما تقولونه يشبه إلى حد كبير مبدأ السمع والطاعة لدى الإخوان المسلمين؟ هارون: المرشد يأمر، فيقال له «سمعاً وطاعة» ولا نقاش، لكن فى المؤسسة العسكرية الأمر مختلف تماماً، فليس معنى أن يكون القرار ملزماً لنا أننا لم نتناقش فيه، بل نصل بحوارنا مع القائد والمسئول عن اتخاذ القرار إلى الأفضل. ما أبرز ما يعتمد عليه برنامج الحزب؟ الكومى: شعار حزبنا «مصر المستقبل» وهدفنا تلبية احتياجات المواطن، ف 95 % من الشعب المصرى لا شأن له بمجريات الحياة السياسية، بل يريد تلبية احتياجاته الأساسية من أكل وشُرب وأمان، ولدينا خطة اقتصادية كبيرة تحت اسم «مشروع الهجرة الكبرى»، باستثمارات حقيقية تتعدى قيمتها 50 مليار دولار، وفكرة المشروع وضعها خبراء فى الاقتصاد والسياسة والاجتماع، كجزء أساسى لتطبيق أهداف الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية». هل سيطرح الحزب مستقبلاً أعضاءه العسكريين فى انتخابات البرلمان؟ هارون: أبداً لن يحدث، لن يُطرح اسم أى عسكرى سابق من أعضاء الحزب فى أى انتخابات ستُجرى فى مصر، مهمتنا تجهيز شباب الحزب لهذه المهمة وهم من سيُطرحون لاحقاً فى هذه الانتخابات، حتى نقدم تجربة جديدة غير نمطية فى العمل الحزبى. تجربة المجلس العسكرى فى العمل السياسى تركت انطباعاً بأن قدرة العسكريين على العمل السياسى، حتى إذا خرجوا من الخدمة، غير موفقة؟ الكومى: قد نتفق مع هذا الرأى، لكن هؤلاء القادة السابقين لن يعملوا فى الحزب بمفردهم، بل سيكون معنا شباب وقوى مدنية متنوعة. من سيتولى رئاسة الحزب ؟ الحداد: نتفاوض حالياً مع الفنان محمد صبحى والكاتب الصحفى مصطفى بكرى وشخصيتين آخريين، لا نود الإفصاح عنهما حالياً. قد يفهم من كلامكم أنكم ستقفون «كصف ثانٍ» للمؤسسة العسكرية فى مواجهة من يسىء إليهم؟ فتح الله: سنقف بصفتنا مواطنين فى ظهرهم، استكمالاً للدور الوطنى للمؤسسة العسكرية الذى لا يعرفه كثيرون. إذن قد يكون هذا الحزب محاولة التفاف من المجلس العسكرى على السلطة مرة أخرى، بحيث يبقى مشاركاً وربما مهيمناً على المشهد السياسى، من خلال الحزب، بعد تسليم السلطة فى يونيو المقبل؟ الحداد «منفعلا»: لو المجلس العسكرى يريد أن يبقى فى السلطة فهو غير محتاج أن ينشىء حزباً أو يدعمه، وبمنتهى البساطة ممكن يقوم بانقلاب عسكرى ويخليكم كلكم فى البيوت، ومفيش مخلوق فيكى يا مصر ينزل الشارع، ولو المجلس العسكرى أراد الحكم كان فعل ذلك من أول مليونية فى ميدان التحرير، بقرار يعلن فى التليفزيون، لكنه التزم ضبط النفس وكان شعاره طوال الوقت «دول ولادنا»، وهم للأسف «أُهينوا وشُتموا» بما فيه الكفاية، لدرجة أن أصدقائى فى المناطق الحدودية من ضباط الجيش فى الخدمة يبكون من الإهانات التى يتعرض لها الجيش وهم يعيشون فى ظروف صعبة للغاية لأنه واجبهم. لمن سيصوت أعضاء الحزب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة «هذا إذا ما كانت ستقام بالفعل فى موعدها وسط هذه الأحداث المتلاحقة»؟ الحداد: نحن لا نريد أحداً بعينه، ونحن وراء قرار الشعب، وإذا شعرنا أن المجلس العسكرى يتمسك بالسلطة ولن يسلمها، فسنكون أول من يقف ضدهم قبل باقى الشعب. ما الذى تلومون المجلس العسكرى عليه طوال الفترة الماضية؟ الحداد: نلوم عليه تباطؤه فى اتخاذ القرارات الحاسمة. هل سيتبنى الحزب قضايا تتعلق بمرتبات ضباط الجيش وأوضاعهم المعيشية؟ هارون: طبعاً سنناقش أوضاع ضباط الجيش الحاليين والمتقاعدين أيضاً، فلكم أن تتخيلوا أن مرتبات المتقاعدين من ضباط الجيش لا تتعدى ثلث مرتب الضابط الذى يعمل فى الخدمة. هل من الممكن أن يطلب الحزب يوماً ما مناقشة ميزانية الجيش فى مجلس الشعب كأحد مطالب الشعب؟ هارون: ميزانية الجيش تنقسم إلى قسمين أساسيين الأول من الموازنة العامة للدولة، وهذا لابد أن يناقش على الملأ، وليس فقط فى لجنة الأمن القومى، والقسم الثانى مرتبط بالأمن القومى وبتقييم مؤسسة الجيش كماً ونوعاً، وهذا لا يمكن مناقشته لأن هذه التفاصيل مهمة للغاية لاعتبارات الأمن القومى. الكومى: السؤال الأهم هنا.. لماذا يصر مجلس الشعب الحالى على معرفة هذه الأسرار تحديداً؟ هؤلاء الناس لهم «أجندات» وهذا أمر لا يحتاج لمناقشة، لأن هذه محاولات اختراق واضحة جداً لأمننا القومى، وفقاً لأجندات وأهداف معينة، ولابد أن ندرك أن هناك حدوداً معينة للمعلومات العسكرية، يجب ألا تخرج عنه القوات المسلحة أبداً، وهذا يرتبط تماماً بأمننا القومى كلنا كمصريين.