اعتبر السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، أن الدول الأوروبية التي قررت إدراج ما أسموه جناحا عسكريا للحزب على لائحة الإرهاب، تجعل من نفسها شريكا كاملا لأي عدوان إسرائيلي على لبنان أو على المقاومة. وقال نصر الله في كلمة وجهها اليوم لإفطار المديرية النسائية في هيئة دعم المقاومة، إن هذه الدول أساءت لنفسها ولمبادئها ومصالحها عندما خضعت لإرادة الإسرائيليين والأمريكيين، كما أن هناك بعض العرب دفعوا باتجاه هذا القرار. وأضاف أن هذه الدول يجب أن تعلم أنها تعطي غطاء قانونيا لإسرائيل من أجل أي عدوان على لبنان، لأن إسرائيل ستقول إنها تقصف منظمات إرهابية. وقال للأوروبيين لن تحصلوا سوى على الخيبة، ومن يتصور أن المقاومة التي انتصرت على الجيش الإسرائيلي ستخضع لقرار تافه فهو واهم، وأردف قائلا بالعامية: "بلوه واشربو ميته"، مشددا على أن "هذا ليس قرارا سياديا أوروبيا، وأمر سيء أن تخضع 28 دولة للإرادة الأمريكية والإسرائيلية"، معتبرا أن الدليل على ذلك أن الموضوع طُرح من قبل ولم يكن له منطق، ولكنهم خضعوا هذه المرة. وأشار السيد حسن نصر الله إلى أن القرار لا ينسجم مع المبادئ والقيم التي تتحدث عنها أوروبا، ولا مع المصلحة الأوروبية، متسائلا: "ما هي مصلحة الدول الأوروبية في معاداة مقاومة مؤثرة في لبنان والمنطقة، ولها تأييد شعبي كبير عربيا وإسلاميا؟". وأشار إلى أنهم لم يعرفوا بعد منطق وحيثيات القرار، لأنه لم يصدر بشكل رسمي، لكن "ننتظر قليلا إلى أن يصدر بيان رسمي". ووجه حديثه للداخل اللبناني وخصومه السياسيين، قائلا: "لن تستطيعوا توظيف هذا القرار في اللعبة السياسية"، مشيرا إلى أن بعض السياسيين اللبنانيين يقولون إن هذا القرار يؤكد ضرورة تشكيل حكومة بدون حزب الله، رغم أن الأوروبيين يؤكدون أنهم سيتحاورون مع أي حكومة تضم الحزب، مشيرا إلى أن الحكومة بدون حزب الله لن تشكل. واقترح على سبيل المزاح أن وزراء حزب الله في الحكومة القادمة يكونون من الجناح العسكري للحزب. ودعا للحوار بين اللبنانيين لتشكيل حكومة سياسية قادرة على حل مشاكل لبنان، مضيفا أن "هذا القرار لن يمس بإرادتنا، لأن كل الحروب التي شُنَّت في الماضي تحظى بغطاء مثل هذا بشكل أو بآخر، وأثناء عدوان يوليو 2006 لم تكن أوروبا فقط مع إسرائيل، بل 90% من العالم". وأضاف نصر الله أن المسار التاريخي يؤكد أن الموقف الأوروبي لا يخضغ للمبادئ، وتساءل: "لماذا لا تُصَنَّف إسرائيل في قائمة الإرهاب، وخاصة الجناح العسكري لإسرائيل أي الجيش، الذي يحتل أراضٍ عربية، والعالم كله شاهد مجازر إسرائيل في لبنان وفلسطين، ويشردون شعبا بكامله ويمنعنونه من من العودة لأرضه، أهؤلاء ليسوا إرهابيين؟"، مشددا على أن "هذه الإساءة لن تنال من معنوياتنا (...) وطالما أسيء للمقاومين خلال 30 عاما". وحول المخاوف من مصادرة أموال أعضاء في الحزب أو منعهم من السفر، قال إنه "ليس لدينا أموال في أوروبا ولا الخارج ولا حتى في لبنان، فنحن لا نضع أموالنا في البنوك اللبنانية لأنهم يخشون من الأمريكيين، لا كحزب ولا كأفراد"، مضيفا: "عندنا قناعة أنه إذا كنت تريد أن تقاوم إسرائيل، فلا يجب أن يكون عندك استثمارات، وليس لدينا في خارج أو داخل لبنان مشاريع اقتصادية، ومن يقول إن الحزب لديه أي حصة في مشروع تجاري فهو كاذب".