جلس الشاب الإسبانى الأشقر ذو ال28 عاماً، داخل مرمى الفريق الخصم عقب نهاية المباراة ليداعب طفليه نورا وليو بسعادة غامرة، فلم يكن يتخيل منذ عدة أشهر أن تنتهى إخفاقاته المتواصلة، وأن يصل إلى قمة هرم المجد. «189 دقيقة» كانت كفيلة بوضع الهداف الإسبانى فيرناندو توريس الملقب بال «نينيو» على رأس هدافى البطولة الأوروبية الأغلى، وذلك بتسجيله لثلاثة أهداف وصناعته لهدف فى خمس مباريات خاضها بقميص المنتخب الإسبانى فى بطولة يورو 2012 التى حصدتها بلاده. خلال الشتاء الماضى، قرر توريس ترك فريق ليفربول المترنح محلياً وقارياً خلال السنوات الأخيرة، متوجهاً نحو الفريق اللندنى تشيلسى الساعى لتجديد دمائه، فى صفقة كلفت خزانة النادى الأزرق ما يزيد على 50 مليون جنيه إسترلينى، ليصبح أغلى لاعب فى تاريخ الدورى الإنجليزى الممتاز. وبدأ توريس مسيرته مع تشيلسى بصورة غير مطمئنة، وصام عن التهديف، لينال انتقادات واسعة، حتى إن جماهير الفريق طالبت بالاستغناء عنه، لكن منحنى أدائه بدأ فى اتخاذ مسار تصاعدى خلال الأمتار الأخيرة من الموسم، حيث سجل هدفاً فى مرمى برشلونة فى مباراة إياب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، التى حقق لقبها مع فريقه بعد التغلب على الفريق الألمانى بايرن ميونيخ. الغريب فى الأمر أن توريس كان بعيدا عن حسابات المدير الفنى للمنتخب الإسبانى فيسنتى ديل بوسكى، لولا تأكد غياب المهاجم الأول للمنتخب ديفيد فيا بداعى الإصابة، حتى إن بعض الجماهير الإسبانية انتقدت ديل بوسكى لترك روبيرتو سولدادو مهاجم فالنسيا وضم توريس مكانه، وخلال البطولة ظهر تشكك ديل بوسكى فى مستوى خط هجومه كاملاً، حيث قرر اللعب بستة لاعبين وسط بدلاً من الدفع بتوريس فى الأمام أو منافسيه فى المركز ألفارو نيجريدو وفيرناندو يورينتى، وخلال 189 دقيقة خاضها فى البطولة، تمكن توريس من إثبات نفسه بإحراز ثلاثة أهداف منها اثنان فى مرمى بولندا فى الدور الأول وهدف فى مرمى إيطاليا فى المباراة النهائية، إضافة إلى صناعته للهدف الرابع لمنتخب بلاده فى المباراة النهائية بعد تمرير الكرة لزميله فى الفريق والمنتخب خوان ماتا، ليحقق لقب هداف اليورو ويصبح أول لاعب فى تاريخ البطولة الذى يسجل هدفاً فى نهائيين متتاليين، فهو صاحب هدف فوز إسبانيا ببطولة يورو 2008 على حساب ألمانيا. الفتى الأشقر توريس، بدأ موسمه من قمة جبل أغلى لاعب فى إنجلترا وأخذ فى الهبوط حتى اقترب من الأرض ثم صعد مجدداً ليجمع بين لقبى دورى أبطال أوروبا وبطولة أمم أوروبا.