اتخذت اللجنة الدولية لصليب الأحمر في كولومبيا إجراءات تمهيدا لعملية إطلاق سراح أمريكي يقول متمردو القوات المسلحة الثورية الكولومبية إنه جندي قاموا بأسره وتؤكد الولاياتالمتحدة أنه سائح، بينما اندلعت مواجهات بين حركة التمرد والجيش الكولومبي. وقال ناطق باسم اللجنة الدولية "نحن على اتصال مع الأطراف"، مؤكدا أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر مستعدة لتقديم مساعيها الحميدة من أجل تسهيل عملية الإفراج هذه". وكان المتمردون أعلنوا في بيان أمس الأول، أنهم أسروا عسكريا أمريكيا في 20 يونيو الماضي واقترحوا إطلاق سراحه في "بادرة" في إطار عملية السلام الجارية مع الحكومة الكولومبية. وقالت القوات الثورية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن "الجندي كيفن سكوت سوتاي اسر في 20 يونيو 2013 في بلدة ريتورنو في إقليم غوافياري (جنوب)". وأضافت "اتخذنا القرار السياسي باطلاق سراحه في بادرة في اطار عملية السلام" مع حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس. وقال البيان "على الرغم من حقنا في الاحتفاظ بالجندي كيفن سكوت كاسير حرب، اتخذنا القرار السياسي بإطلاق سراحه في بادرة في إطار المفاوضات التي تجري في هافانا مع الحكومة الكولومبية بهدف التوصل إلى اتفاق لانهاء النزاع الاجتماعي والمسلح في بلدنا". وطلبت حركة التمرد تشكيل بعثة انسانية تتألف من العضو الليبرالية السابقة في مجلس الشيوخ بياداد كوردوبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر اللذين شاركا من قبل في عملية الإفراج عن رهائن كانوا محتجزين لدى القوات الثورية. وقالت إن أسر هذا العسكري "يؤكد المشاركة الفعلية على الأرض لعسكريين ومرتزقة أمريكيين في عمليات مكافحة التمرد". لكن السفير الأمريكي في بوغوتا مايكل ماكينلي أكد أن الجندي عسكري متقاعد كان في مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) يقوم بجولة سياحية في كولومبيا. وأضاف أن الأمريكي "لا علاقة له ببعثتنا العسكرية ولا بهذا النزاع المسلح". وتقدم الولاياتالمتحدة لكولومبيا منذ أكثر من عشر سنوات مساعدة عسكرية ولوجستية في إطار مكافحة المتمردين وتهريب المخدرات. وأوضح وزير الدفاع الكولومبي خوان كارلوس بينثون ان الشرطة نصحت "السائح الأمريكي بعدم دخول بعض المناطق" في البلاد، متهما المتمردين "بالخداع بوعودهم الكاذبة". وفي اليوم نفسه، قتل ستة عناصر من متمردي فارك وأربعة جنود كولومبيين أمس، في مواجهات جنوب غرب كولومبيا، وفق ما أعلن الجيش الكولومبي أمس. وقال الجيش في بيان أن المعارك اندلعت في مدينة ايل دونسيلو بمقاطعة كاكويتا التي تعتبر معقلا لمقاتلي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك). وأصيب ثلاثة جنود كما اعتقل مقاتلان اثنان من فارك. كما جرت اشتباكات في منطقة اراوكا (شمال) بين الجيش وحركة التمرد الثانية في البلاد جيش التحرير الوطني. وتحدثت الصحف الكولومبية عن مقتل 14 جنديا لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات رسميا. وانطلقت المحادثات بين المتمردين والحكومة الكولومبية في نوفمبر الماضي في كوبا في رابع محاولة منذ الثمانينات لانهاء النزاع الذي خلف 600 ألف قتيل وأكثر من 3,7 ملايين مشرد و15 ألف مفقود. وسمحت هذه المفاوضات التي يفترض أن تستأنف في 28 يوليو بالتوصل الى اتفاق على ضرورة إجراء إصلاح زراعي. ويفترض أن يبحث المتمردون والحكومة أيضا في دمج عناصر حركة التمرد في المجتمع وقضايا مكافحة تهريب المخدرات والتخلي عن الأسلحة ودفع تعويضات للضحايا. وتخوض القوات الثورية المسلحة التي تأسست في 1964 في إطار عصيان فلاحي، أقدم حركة تمرد في أمريكا اللاتينية. وما زالت تضم حوالى ثمانية آلاف مقاتل.