استعاد تنظيم "داعش" الإرهابي، اليوم، السيطرة على حي الصناعة الواقع في شرق مدينة الرقة والمحاذي للمدينة القديمة، غداة شنه هجوماً معاكساً على مواقع مقاتلين عرب تدعمهم واشنطن، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": "استعاد تنظيم داعش اليوم السيطرة على حي الصناعة بشكل كامل غداة شنه هجوماً معاكساً مستخدماً الانتحاريين وطائرات مُسيَّرة والأنفاق". ويحظى حي الصناعة الذي خسره التنظيم في 12 يونيو بأهمية "استراتيجية" بحسب عبد الرحمن لكونه "على تماس مباشر مع المدينة القديمة" التي يتحصن فيها الجهاديون. وتمكن التنظيم أمس من السيطرة على ستة مواقع، على الأقل، في حيي الصناعة والمشلب، بعد تسلل نحو 40 جهادياً متنكرين بزي قوات سوريا الديموقراطية، وخاضوا مواجهات مع "قوات النخبة السورية"، وهم مجموعة من المقاتلين العرب تدعمهم واشنطن ويقاتلون بالتنسيق مع قوات سوريا الديموقراطية في الرقة. واوضح عبد الرحمن أن طائرات التحالف التي شنت غارات كثيفة على مناطق الاشتباك منذ الخميس "لم تتمكن من رد التنظيم إلى النقاط التي انطلق منها"، مشيرا إلى "تراجع مقاتلي قوات النخبة وقوات سوريا الديموقراطية إلى حي المشلب، حيث يعملون على تحصين خطوطهم الدفاعية". وأفاد تنظيم "داعش"، في بيان نشره على تطبيق "تلجرام" عن "مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة" في حيي الصناعة والمشلب. وتأتي استعادة التنظيم لحي الصناعة غداة تمكن قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية من قطع آخر منفذ للتنظيم من الرقة بعد سيطرتها على كافة القرى الواقعة جنوب نهر الفرات. وتخوض هذه القوات منذ السادس من يونيو معارك شرسة داخل الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعد أشهر من المعارك في محيطها. ومع خسارتها حي الصناعة، باتت تسيطر الآن على ثلاثة أحياء بالكامل هي المشلب من جهة الشرق والرومانية والسباهية من جهة الغرب. كما تسيطر على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق). وأفاد المرصد عن اشتباكات تدور على مختلف الجبهات في المدينة اليوم تترافق مع تنفيذ طائرات التحالف غارات على مناطق الاشتباك.