سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوى الإسلامية: دولة «مرسى» المدنية ضد العسكرية.. ولا تعادى الدين «حماد»: صراع الرئيس مع العسكرى يمكن أن يمتد سنوات.. و«سعيد»: الخطاب تضمن جرعة دينية مميزة
اعتبرت القوى الإسلامية خطاب الدكتور محمد مرسى، الرئيس المنتخب، فى ميدان التحرير إيجابياً، وأبدت رضاها عن جرعة «الدين» التى تناولها الخطاب، لافتين إلى أن حديثه عن الدولة المدنية لم يقصد به معاداة الدين، وإنما أراد التأكيد أن دولته ضد الدولة العسكرية. وقال طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية: «خطاب مرسى ينبئ بعهد وطراز جديد من الحكام، يستندون للإرادة الشعبية، ويتبنون كل السياسات وفقاً لها، حتى أنهم يرفضون جميع أشكال التبعية، إلا لتلك الإرادة، ومرسى حرص على أداء اليمين الدستورية فى ميدان التحرير؛ لأنه يعتبره منبع الشرعية الحالية، وأن أى قسم فى أى مكان آخر هو تابع ليمين ميدان التحرير الأصيل». وأضاف الزمر أن الخطاب أكد أن ميدان التحرير رمز للثورة، ولولاه لما تغيرت مصر، ولما وصل مرسى نفسه للحكم، وهو أصاب عندما أسماه «ميدان الشهداء». وعن تجاهل الرئيس المنتخب للحديث عن الدولة الحديثة، ذات المرجعية الدينية، وتأكيده على الدولة المدنية بشكل مطلق، قال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إن الإسلاميين حكماء، ولن يقفوا عند مدلولات الألفاظ الظاهرة، لافتاً إلى أن الخطاب أظهر حالة من التجاذب بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكرى. وتوقع حماد استمرار حالة الصراع على السلطات بين الطرفين، وهو صراع لن ينتهى بين ليلة وضحاها، أو بجرة قلم، ومن الممكن أن يستمر لسنوات مقبلة، كما حدث فى عدة دول، فالأمر يحتاج إلى مجهود كبير وشاق، ليس من الدكتور مرسى فقط، وإنما من جميع شعب مصر. ورأى حماد أن الخطاب ترك كثيرا من الانطباعات والآثار الإيجابية، وسادت حالة من الرضا الشعبى تجاهه، بعد أن جعل الناس يشعرون بأنهم مصدر الشرعية الحقيقية، وهى شرعية لا تعتمد على الفساد أو الاستبداد. وقال خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، إن الخطاب سبب أرقاً للعلمانيين، الذين كثيراً ما انتقدوا مرسى، لقوله: «أطيعونى ما أطعت الله فيكم». واعتبر أن حديث الرئيس عن الدولة المدنية، دون تقييدها بالمرجعية الإسلامية، هو مواءمة سياسية وشرعية. لكنها أيضاً فى المقابل ليست مرادفاً للدولة العلمانية. لافتاً إلى أن جرعة الدين فى الخطاب كانت معتدلة، خصوصاً أن أغلب الإسلاميين فى مصر يوصفون بالاعتدال، ومرسى ابن لجماعة الإخوان المسلمين، وهى جماعة معتدلة. واعتبر عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، أن خطاب التحرير الأخير هو الأفضل ل«مرسى»، وأثبت أنه رئيس وزعيم فى الوقت ذاته، وقال إنه تضمن جرعة دينية مميزة، بعد أن ابتدأ كلامه بالحمد والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، منتقداً من وصفهم ب«العلمانيين» الذين لم يعجبهم استشهاد مرسى بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. وأكد عفيفى أن الرئيس كان يقصد بالدولة المدنية، غير العسكرية، ولم يقصد الدولة التى تعادى الدين، لافتاً إلى أن سياق الخطاب يؤكد ذلك.