ية تدفئ قلبى وقلوب أبنائك، تتسلل لتُذيب جليد الحقد والغل، مصر عاد نسيمك عليلاً يملأ صدورنا المرهقة المتعبة تُزيح عنا جبل الهم والحزن من عام مضى دون رجعة. مصر يا ربيع العمر وبساطاً أخضر يمتد على مدد عيون زرقاء اليمامة، مصر يا كلمة السماء للأنبياء برباط أهلها إلى يوم الدين، مصر يا نجدة الأنبياء لسيدنا يوسف من جُبّه ليكون أميناً على خزائنها، وحنان النيل على موسى لترضعه أمه ليكون رسول ربه لطغيان فرعون مصر، ومأوى عيسى وملاذه من الطغيان ليقود مسيرة المحبة للعالم، وولادة هاجر أمك يا إسماعيل يا جد محمد ليُبعث لنا رحمة للعالمين. مصر يا مليكتى، ووجعى، وشقائى، وشقاوتى، وفرحتى، وحزنى، يا شاطئ الرُبان هرباً من جنون الأمواج، يا لحن قصيدة نغنيها فى حبك حرّموها علينا، يا ضفيرة صغيرتى على كتفيها خبأوها خلف ستار الجهل والتخلف. مصر يا قمراً يُضىء طريقنا، مصر يا طاهرة، يا نقية، يا عطراً، يا سنداً وزرعاً وضرعاً، يا وردة عطرة تفوح فى طرقات شوارعنا وشرفات منازلنا، يا لوحة رسمتها أنامل الأطفال بعفويتها تشابكت فيها كل الأطياف والألوان وعلماً يرفرف فوق جباه النساء. مصر يا عمرنا وملاذنا وملجأنا، يا ليلاً نستكين فى حضنه وننام فى هدوء، ويا نهاراً نسعى فيه بطول أرضنا ونيلنا. مصر يا حُلم الماضى والحاضر يا طفلتى الصغيرة وحبى الأول، يا قبر أمى وأبى ومستقبل أبنائى وأحفادى، يا شربة ماء من نيلك ولقمة عيش من طينك وخطاً أسطّره فى مدرسة حبك. مصر يا وصية أمى قبل مماتها، قَبّل يا ولدى ترابها، وامسح يا ولدى دمعتها، وفرّج يا ولدى كربتها ولا تتركها يا ولدى لمن يظلمها. مصر يا وصية أجدادى، اجعلها يا ولدى صلاتك، وعبادتك، وتقواك، لا تبتسم وهى باكية، ولا تبكِ وهى تبتسم.. ابتسم معها وابكِ معها يا ولدى. تعودين يا مصر الصغيرة بكراً بلا اغتصاب إلى أحضانى، سأشترى لك لعبة جديدة دمرتها أقدام المرتزقة وجحافل الشر، سأشترى لك حذاءً جديداً ضاع منك وأنت تهرولين من مجاهد يحاول اغتصابك، وفستاناً جديداً شُقت جيوبه حين حاول هتك عرضك، سنمسحُ دمعتك ونهدئ من روعك وننفض عن كاهلك تراب الاختطاف والسحل فى وليمة الاغتصاب، سترتدين حُلتك الجديدة ونمشط ضفيرتك وننثر عطراً وياسميناً فى طريقك ونستقبلُ من شُرفات منازلنا تهنئه شعبك بعودتك من رحلة الاغتصاب والاحتلال. إلى مزبلة التاريخ يا خوارج الخلفاء وقتلة الأبرياء والأمراء، يا شهود الزور فى جرائم الصدق، يا حملاً كاذباً بلا نساء، وجواداً بلا فارس، وسيفاً بلا قتال، يا أحفاد الحجاج والسفاح وابن سبأ، يا جراداً كاد أن يأكل الأخضر واليابس، وطوفاناً كاد أن يقتلع العقل والحب والوفاء، طلاقكم بائن بلا عودة ولا رجعة ولا محلل.