قال الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، إن أيا كان ما حدث في مصر سواء كان انقلابا عسكريا مكتمل الأركان على الدستور الذي استفتي عليه الشعب، وانتخابات نزيهة أشرفت عليه القوات المسلحة، أو إنه تلبية لمطالب الشعب، كما قال البعض، فإن من أخرجوا هذا الحدث في أناقة وغطاء مدني، وفاتهم حساب التكلفة البشرية والحقوق الإنسانية، وهم يعلمون أن ميادين مصر كما كانت مليئة بالمؤيدين للحدث في 30 يوينو، كانت أيضا مليئة بالمعارضين، رغم التعتيم الأمين الإعلامي، وهم الآن يعدون بالملايين يلازمون الميادين. وأضاف الشافعي، خلال كلمة له بثتها قناة "الجزيرة مباشر مصر"، أن القوات المسلحة أعلنت أنها لن تمس مواطن يعبر عن رأيه في سلمية، "فهل فكرتم أن تمنعوا المعارضين بالقوة في ميادين، وهناك اعتقالات وإرقة دماء يزيدون عن الخمسين والجرحى يزيدون عن الألف؟". وتابع "أرجو أن تمسعوا مني أن ملحوظتين، الأولى هي إن الفريق السيسي تحدث إلى شعب مصر مرتين لم ترد فيهما كلمة واحدة عن الشهداء أو الضحايا أو المحتجزين، وهناك إنكار لذلك، ولم يوجد تطمينا لأسرهم أليست هذه أنفس معصومة حرم الله قتلها؟، وتعويض أهاليها أرجو أن يتم هذا فورا مع مسائلة المسؤولين عن هذه الأحداث إن كنا جادين حقا في تخقيق المصالحة". وأضاف الشافعي "بأي وجه أقنع من في رابعة أو النهضة وهم شاهدوا دماء إخوانهم على الأسفلت، أليس من العقل والمصلحة أن تبادروا بالخطوات الت طلبها الأزهر وهي اختصار المدة الانتقالية إلى 6 أشهر أو أربعة، وأن تبادروا بالإفراج عن المحتجزين بمن فيهم الدكتور محمد مرسي، وأن تأذنوا لي أن أشارك في لجنة المصالحة الوطنية، وإعادة القنوات الإسلامية التي أوقفت دون غيرها والصحف المعارضة، بالرغم من أن القنوات الأخرى ظلت على مدار عام تنتقد الدكتور محمد مرسي ولم يغلقها "هل هذه هي الحرية التي تولد؟". وقال الشافعي "أرجو أن تتسع صدوركم أن تسمعوا مني هذا وألا تعتبروه تأثيرا على المتظاهرين، احذروا أيها السادة لصالح الوطن، ثورة25 يناير قائمة ودائمة في قلوب أصحابها ولم يخرج عليها إلا الفاسدون، ومن العار على كل الثوار أن يتعاونوا مع من خرج علينا بالسلاح ويدعونهم بمشاركتهم فيما سموه ثورة جديدة". كما أضاف "لقد حاربت الإرهاب والفكر الإرهابي وعملت على تحذير الشباب المسلم منه وأعرف الفرق بين التدين الصحيح والفكر الإسلامي الوسطي وبين التطرف والإرهاب، كنت في مجلس الشورى أعارض الأخطاء بكل قوة، وأحب كل جندي مصري لأنه يحميني ويدفع عن وطني وكلما مررت على أحدهم من حراس مجلس الشورى أحييه، لكنني لا أرضى لقواتنا المسلحة أن تتورط في السياسة لأنها مستنقع كبير، وعلى قادتها البحث عن حل لمشكلاتنا الراهنة". وأشار مستشار شيخ الأزهر إلى أنه لا عمل له في السياسة الحزبية، وأن دوره بكونه لا ينتمي لأي من الأحزاب أو الجماعات، أن يقول ما قاله حبا للوطن، وحرصا على أهله ونصرا للمظلومين. وأضاف أن البيانات الرسمية عن فاجعة "الحرس الجمهوري: فجر اليوم، تدعي أن العناصر الإرهابية هي من هاجمت الجنود، مشيرا إلى أن هناك نحو 10 رجال مستعدين للشهادة أبلغوه أن أن الحقيقة في هذه المجزرة غير ذلك، وتابع: "لو تقبلنا الرواية الرسمية أو الإعلامية فأين حماية المتظاهرين السلميين؟ أليس هذا واجب لكل سلطة مسؤولة؟ ألا يوجد من يستنكر هذه الفاجعة؟". وأضاف "نطلب حماية الباقيين في رابعة أو غيرها ومرسي الذي لم يقتل أحدا من معارضيه. إن شعبنا لا يقبل هذه الأحداث التي أدت إلى وفاة مئة ضحية، اللهم إن هذا منكر لا يرضيك، سنقاطعكم حتى تعودوا إلى رشدكم وسنقول الحق ما إن كممتم أفواهنا، ولن نقول نعم. حسبنا الله ونعم الوكيل".