سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون: سقوط "الإخوان" في مصر يعكس فشل الإسلاميين في ممارسة الحكم الإسلاميون فوجئوا بالثورات.. ولم يخالوا أبدا أنهم سيحكمون دولا تعاني من الفساد والديكتاتورية
يرى محللون أن سقوط نظام حكم جماعة الإخوان مصر تعكس فشلا في تكييف العقيدة الإسلامية مع البراجماتية اللازمة لممارسة الحكم، وتوجه إشارة إلى حزب النهضة التونسي الذي عليه إنجاز هذا التحول لتلبية تطلعات الربيع العربي، بحسب محللين. وصرح سامي براهمي، الباحث في الحضارة العربية والإسلامية في تونس، أن "الإسلاميين فوجئوا بالثورات، ولم يخالوا قط أنهم سيحكمون وسيضطرون إلى تولي مسؤوليات دولة إرثها الفساد والديكتاتورية". وتابع: "بما أن أي حزب سياسي (في مصر أو تونس) لم يكن مستعدا فعلا للحكم ولإقامة ظروف تتيح نشوء ديمقراطية، بات على الإسلاميين مضاعفة الجهود ليكونوا مقنعين، لأن الإسلام السياسي لم يشهد ثورته الفكرية لإقناع العالم بأن الإسلاميين بلوروا مقاربة تشمل الحريات الأساسية". بالتالي ما زال المعارضون "الحداثيون" يعتمدون منطق المواجهة المباشر مع الإسلاميين المتهمين بالسعي إلى ديكتاتورية دينية. فيما أفاد أحمد مناي، رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية، أن تصلب مرسي "سهل مهمة خصومه". وأوضح مايكل اياري، من مجموعة الأزمات الدولية، تعقد عمل الإسلاميين في الحكم كثيرا نظرا إلى حذر النخب الإدارية. وأضاف: "وصلوا إلى الشأن العام من خلال جمعيات ومع أجهزة دولة قديمة وإدارة قديمة راسخة في مكانها تقاوم خدمة هؤلاء الوافدين الجدد لشعورها بالتهديد من هؤلاء الأفراد الذين لديهم ثقافة مغايرة". وأكد: "عندما سعى الإخوان المسلمون والنهضة بشكل أحادي تقريبا إلى تطهير الإدارات العليا فاعتبر الأمر إثباتا على محاولات تسلط". وتابع: "باختصار يملك الإسلاميون الشرعية الديمقراطية لكن ليس الشرعية التكنوقراطية والشرعية الثورية". لكن فيما انصاع الإخوان لمغريات الحكم بالقوة ما أثار الحركة الشعبية التي أنهت تجربتهم في الحكم في مصر، يبدو الإسلاميون التونسيون أكثر ميلا للحوار. فأحيانا بغير إرادتهم ودائما بعد نقاشات مطولة أحجموا عن تحديد الإسلام كمصدر للتشريع في الدستور المقبل وعن معاقبة إهانة المقدسات، كما قبلوا الاعتراف بحقوق المرأة. ومن جانبه، شدد الرئيس التونسي منصف المرزوقي، العلماني المتحالف مع النهضة، على أن "السيناريو المصري" تمّ اجتنابه حتى الساعة لأن القوى السائدة تجهد في "التعايش بالحوار" بالرغم من الخلافات الأيديولوجية العميقة. لكنه أشار أيضا إلى أنه "إلى جانب تعارض المعسكرين ينبغي أن يعود البعد الاقتصادي والاجتماعي للثورات في مصر وتونس إلى الواجهة نظرا إلى أن البؤس هو مبعث الاستياء بغض النظر عن المواقف الأيديولوجية". وأكد المرزوقي: "علينا الانتباه وإدراك أن هناك مطالب ضخمة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي".