قال محللون إن جماعة الإخوان المسلمين انتظرت 80 عاما لتصعد إلى حكم مصر غير أنه لا يمكنها في المقام الأول إلا أن تلوم نفسها على فشل أول تجربة لها في الحكم بعد 12 شهرا. ويتهم معارضو الرئيس السابق محمد مرسي بأنه خان قيم ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بسلفه حسني مبارك وذلك من خلال سعيه إلى تركيز كل السلطات بيده وفشله في إنقاذ اقتصاد البلاد المتدهور. وفي الوقت الذي يختلف الناس بشأن طبيعة ما حدث وهل هو انقلاب عسكري أم إقالة تحت الضغط الشعبي، يتفق محللون على أن الإخوان المسلمين ساهموا في تسريع سقوطهم. وقال سلمان الشيخ، المحلل لدى مركز بروكينجز بالدوحة، إن الإخوان المسلمين ومرسي "فشلوا بشكل كامل ورغب المصريون في انقلاب وحصلوا عليه". من ناحيته، اعتبر المحلل ناتان براون أن "رئاسة مرسي هي بالتأكيد أفدح أخطاء الإخوان المسلمين في تاريخهم". وقال براون: "صحيح أن الإسلاميين حصلوا على نتائج جيدة في الانتخابات وأنهم واجهوا مشاكل مستعصية" مضيفا: "لكن صحيح أيضا أن مرسي والإخوان المسلمين ارتكبوا كل الأخطاء التي يمكن تخيلها مثل الانقضاض على السلطة وعدم القدرة على نسج تحالفات مع الآخرين" وتابع براون: "لقد نفروا حلفاء محتملين وتجاهلوا الغضب المتصاعد وركزوا فقط على تعزيز سلطتهم". وفي نفس السياق، قال محمد محسوب، المسؤول في حزب الوسط: "الرئيس ماطل وجماعته أضاعت فرصة بناء قاعدة وطنية لعزل الثورة المضادة"، مضيفا: "المرشد يتحمل مسؤولية في سقوطه". ومن ناحية أخرى، أشارت مجموعة الاستخبارات الأمريكية ستريتفور إلى أن الجيش قام من جهته بدور في سقوط الرئيس الإسلامي، وقالت إن "مرسي لم يسيطر فعليا أبدا على جهاز الحكم وذلك يفسر من جهة بضعفه السياسي ومن جهة أخرى بكون الإخوان المسلمين لم يكونوا جاهزين للحكم، ومن جهة ثالثة لأن الجيش لم يتركه يفعل ذلك"، وتابعت مجموعة ستراتفور أن "العسكريين لم يكونوا يرغبون في أن تحل الفوضى ولم تكن لديهم أي ثقة بالإخوان المسلمين وكانوا سعداء بإجبارهم على التنحي عن الحكم".