حسمت الخبرة نتيجة مباراة إسبانيا مع البرتغال فى الدور نصف النهائى من بطولة أوروبا، ليتأهل الماتادور إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالى، وهو ما أراه على أنه تتويج لجهود اللاعبين منذ بطولة عام 2008 التى فازوا بلقبها. ووقف الحظ بجوار الإسبان للتغلب على المنتخب البرتغالى العنيد بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل السلبى، وشهدت المباراة ظهور الجانب الإسبانى بمستوى غير مُبشر حيث انخفض معدل أداء لاعبيه بشكل ملحوظ وبات يعتمد على التحضير ببطء فى وسط الملعب دون تهديد حقيقى لمرمى الحارس المتألق روى باتريسيو، الذى تصدى لهدف مؤكد من إنيستا وتصدى لركلة الجزاء الإسبانية الأولى التى سددها المتخصص تشابى ألونسو. دخل المنتخب الإسبانى المباراة بتشكيل يعتمد على خمسة لاعبى وسط أمامهم ألفارو نيجريدو مهاجم إشبيلية وريال مدريد السابق كمهاجم صريح، نظراً لقوته البدنية وقدرته على التعامل مع قلبى دفاع البرتغال بيبى وبرونو ألفيس، وذلك ليكون محطة لتلقى الكرات، وفتح مساحات للرباعى القادم من الخلف، إنيستا وتشابى ألونسو وتشافى هيرنانديز وديفيد سيلفا، لكن أداء نيجريدو لم يكن عند حسن ظن مدربه، حيث لم يستطع القيام بفتح اللعب لزملائه، ولذلك عاد ديل بوسكى لخطته المحببة التى لا تعتمد على مهاجم صريح، وذلك بسحب نيجريدو والدفع بسيسك فابريجاس بدلاً منه. ولعب خط الدفاعى الإسبانى دوراً كبيراً فى الحد من خطورة الثنائى كرستيانو رونالدو ولويس نانى، عبر تضييق المساحات عليهما وغلق ثغرات التسديد أمامهما طوال وقت المباراة، وكان لسيرجيو راموس -الذى حصد جائزة أفضل لاعب فى المباراة- الكلمة العليا فى صراعه مع زميله فى ريال مدريد رونالدو، حيث استخلص منه الكرة عدة مرات ومنعه من الوصول للحارس كاسياس، إلا فى هجمة مرتدة خاطفة مرر خلالها راؤول ميراليس كرة رائعة للمنفرد رونالدو الذى سددها عالية مبدداً أحلام بلاده فى إنهاء المباراة فى الوقت الأصلى والعبور نحو النهائى. وشهد الوقت الإضافى للمباراة نشاطاً هجومياً كبيراً من المنتخب الإسبانى الذى اعتمد على سرعة جناحيه خيسوس نافاس وبيدرو رودريجيز اللذين تم الدفع بهما قبل نهاية الوقت الأصلى. أما المنتخب البرتغالى الذى تطور كثيراً من الناحية الخططية، فقد تمكن من إحراج إسبانيا على الرغم من خسارته وتوديعه البطولة، وبدأ المنتخب البرتغالى المباراة بخطة تعتمد على ثلاثى وسط هم ميجيل فيلوسو وجواو مونتينيو وراؤول ميراليس، وذلك للسيطرة على جزء من وسط الملعب ومحاولة مجاراة خط الوسط الحديدى للإسبان، وأمامهم الجناحان رونالدو يساراً ونانى يميناً وفى المقدمة وحيداً هوجو ألميدا الذى أضاع وحده عدداً من الفرص التى لو سُجلت كانت ستصعد بالفريق للنهائى وتفضح ضعف الإسبان. وتميز خط الدفاع البرتغالى المكون من قلبى الدفاع بيبى وبرونو ألفيس والظهير الأيمن جواو بيريرا والظهير الأيسر فابيو كونتراو، بأنه استطاع هدم كل هجمات إسبانيا فى الوقت الإضافى، حيث لم يستطع المنتخب الإسبانى الوصول لمرمى باتريسيو فى الوقت الأصلى سوى فى هجمة واحدة، وظهر تألق جواو بيريرا جلياً خلال الوقت الأصلى للمباراة حيث أوقف خطورة إنيستا بشكل كبير، لكنه لم يتمكن من إيقاف غزوات بيدرو فى الوقت الإضافى، بسبب انخفاض لياقته بعد 90 دقيقة لعب، كما تألق المدافع بيبى فى أداء دوره الدفاعى خاصة فى الكرات العالية. وشهدت المباراة احتساب 52 خطأ على لاعبى الفريقين بواقع 21 خطأ على إسبانيا و31 على البرتغال، كما أخرج الحكم التركى سيونيت شاكير البطاقة الصفراء تسع مرات، خمس منها للبرتغال وأربع لإسبانيا، وهو ما يشير من وجهة نظرى إلى إلى انخفاض المستوى اللياقى للاعبى المنتخبين، ولذلك لجأ اللاعبون لارتكاب الأخطاء بدلاً من استخلاص الكرة بالشكل السليم. وأعاد الحارس المخضرم إيكر كاسياس الثقة إلى زملائه بعدما تصدى لكرة الجزاء الأولى للبرتغال التى سددها جواو مونتينيو، عقب إضاعة ألونسو لركلة إسبانيا الأولى. ومن وجهة نظرى، استطاع المنتخب البرتغالى بالرغم من أدائه المتواضع هجومياً، أن يلعب مباراة كبيرة أمام إسبانيا التى أصيبت بإجهاد شديد، ستدفع ثمنه فى اللقاء النهائى أمام ألمانيا أو إيطاليا إن لم يشهد لقاؤهما احتكاماً للوقت الإضافى وركلات الترجيح.