أطلقت جماعة الإخوان المتأسلمين صيحات هيستيرية ضد تلبية الجيش المصرى نداء الشعب بحماية الشرعية.. الشرعية الحقيقية التى أعربت الملايين فى كل ميادين وشوارع المحروسة عن رغبتها فى احترامها وحمايتها من عدوانية بل وإرهاب النظام الحاكم. كعادة العمل فى الظلام، أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً عاكساً لرؤية الجماعة، ينتقد بطريقة ملتوية، بيان القوات المسلحة، وانضم إليها الأهل والعشيرة بصيحات متطابقة المعنى، بأن الجيش قام بانقلاب!!! فهذا الجيش كان عليه، حسب مفهوم ومخطط قائده الأعلى السابق، أن يصوب مدافعه باتجاه الملايين الثائرة، الغيورة على مصر الوطن، مصر الحضارة والتاريخ، وانتزاعها من براثن «المجاهدين» فى سبيل تقزيمها، وبيعها أجزاء متناثرة، لأرباب مشروع الخلافة الوهمية.. صب بيان الرئاسة وصيحات التهديد والوعيد ورفع الشوم والعصىّ وقتل ما تيسر بأسلحتهم، فى قناة تشويه دور جيشنا، حيث أن جيشنا يختلف عن جيشهم وشرطتنا غير شرطتهم، وباختصار مصرنا غير مصرهم. هؤلاء يأخذون على الجيش انحيازه للشعب، بينما هو فى مفهومهم إحدى أدوات التمكين الذى تفرغ له الرئيس ومكتب الإرشاد وتركونا نغرق فى دوامة لا تنتهى من المشاكل، وزيادة فى الكرم استعر نشاطهم المحموم فى المتاجرة بالدين، الذى شوهوه كما لم ينجح فى تشويهه ألد أعدائه من قبل، وفرقونا بين مسلم ومسيحى، ثم مسلم ومسلم وفتحوا دكاكين لصكوك الغفران، وتوزيع مفاتيح الجنة، بينما تركونا تحت الشمس الحارقة فى طوابير الوقود وحر الصيف القائظ بانقطاع الكهرباء وجحيم الأسعار، بعد أن طمأننا مرسى أن قلبه «بيتقطع»!! ولكن قلبه الرقيق لم يحل دون الإسراف فى البذخ تجاه الأهل والعشيرة والمحاسيب.ألقى موقف الرئيس وجماعته ضوءاً كاشفاً وباهراً على مدى وعمق كراهيتهم للجيش الوطنى العظيم، الذى احتفلوا بلا أدنى حياء بانتصار إسرائيل عليه فى الخامس من يونيو، ولكنهم أحجموا احتراماً لمشاعر «صديقهم العظيم شيمون بيريز»، عن مجرد ذكر ملحمة حرب الاستنزاف التى قادها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتوجتها قواتنا، قواتنا وليس قواتهم، الباسلة بانتصار أكتوبر، فى واحدة من أعظم الملاحم فى تاريخ الإنسانية. خرج علينا «جهاديوهم» يهددون ويتوعدون بدعوى حماية الشرعية، وكأن الشرعية تلخصت فى كرسى الرئاسة وتوابعها، بينما لا شرعية لشعب مصر ولا اعتراف بشرعية مطالبه فى حياة حرة كريمة ووطن -وليس ولاية فى دولة الخلافة الوهمية- حر كريم، وينص الدستور والإرادة الشعبية، على أن الجيش مكلف بالسهر على وطن بهذه المواصفات.. وهو ما فعله الجيش ببيان قائده العام، الفريق عبدالفتاح السيسى، حيث ما كان التاريخ سيغفر له ترك الوطن يضيع بأيدى هذه الجماعة التى لم نسمع منها سوى نغمة الدم والسحق.. والشعب الذى عمته فرحة عارمة وتأكد يقينه بأن قواته المسلحة وقوات شرطته، هما «ظهره»، أعلن عن فرحته باستعادة وحدته التى هددها بقوة، ولأول مرة فى التاريخ، الإخوان المتأسلمون، ومجاهدوهم، الذين لم يضبط أحد فيهم «متلبساً» بالجهاد، إلا فى مواجهة أحلامنا المشروعة، ولم تصوب طلقاتهم إلا إلى الصدور والعيون المصرية والعربية. نعم هناك انقلاب.. هو انقلاب مصر شعباً وجيشاً وشرطة ومؤسسات على مخطط تقويض الدولة وجر شعبها الوسطى المتسامح إلى مستنقع العنف الكريه.. وغداً تشرق شمس الحرية لتضىء معالم طريق مصر التى فى خاطرنا جميعاً، خاطرنا وليس خاطرهم!!