لم يجد مسئولو دولة الإخوان طريقاً لمواجهة غضب 30 يونيو، سوى الهروب من مكاتبهم، واللجوء إلى مقرات بديلة لإدارة «دولاب العمل»، حيث هجر الرئيس محمد مرسى قصر الاتحادية منذ الخميس الماضى، ونقل مقر إقامته وعمله إلى «الحرس الجمهورى»، ثم توجه ظهر أمس لمتابعة المظاهرات بقصر القبة، من خلال غرفة عمليات الرئاسة، التى تتصل بغرف عمليات أخرى بكافة الوزارات والمحافظات، ويشرف عليها من داخل قصر القبة كل من الدكتور أيمن على مستشار رئيس الجمهورية للمصريين بالخارج ومدير الإدارة المركزية للإعلام، والدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس للشئون السياسية، والمهندس خالد القزاز سكرتير الرئيس للشئون الخارجية، فضلاً عن متحدثى الرئاسة. ولم يكن الرئيس وحده بطل مسلسل «الهروب الكبير»، حيث نهج طريقه رئيس حكومته ووزراؤه من الأهل والعشيرة، وقرر الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء أن يدير شئون عمله من داخل مبنى هيئة الاستثمار بشارع صلاح سالم، هرباً من حصار المظاهرات فى ميدان التحرير وخوفاً من أى تصعيد. والتقى قنديل بالدكتور باسم عودة، وزير التموين، لمتابعة الموقف التموينى والمخزون الاستراتيجى للسلع، واكتفى رئيس الوزراء بمتابعة تطورات المظاهرات من خلال التليفزيون، وإجراء بعض الاتصالات بالقيادات الأمنية، وكذلك التواصل مع الدكتور ياسر على رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، الذى شكل غرفة عمليات داخل المركز لمتابعة الأحداث. وغاب عدد من الوزراء عن مكاتبهم، منهم الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم، والدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى، والدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، بينما رفض الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة، الذهاب إلى ديوان الوزارة بشارع مجلس الشعب، وقرر نقل أعماله إلى مكتبه بالعباسية، هرباً من المظاهرات.