يمتلك السلطة بأكملها، الدولة بمؤسساتها، الوزارات المختلفة، يقع في جهة مليئة بالنفوذ، فيما يقبع الآخر في الجهة الأخرى، بصفته مجرد "صحفي"، ويذكره الرئيس، وحده دون غيره، في مؤتمر يُفترض أنه كشف حساب للرئيس المنتخب الأول ومؤسسة الرئاسة، خلال عام من الحكم، بعد ثورة شعبية. نقيب الصحفيين السابق، أشيب الرأس المولود بمدينة منوف بمحافظة المنوفية في دلتا مصر 25 يونيو عام 1935، حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1957، ثم عمل محررا بجريدة الأخبار، وبعدها مديرا لمكتب الأهرام بالعاصمة السورية دمشق، وهو ما خوّل له إمكانية الحديث عن الثورة السورية، ضد نظام بشار الأسد، حيث توقع إراقة المزيد من دماء السوريين، في مقال له، نشر ب"الأهرام" قبل ثلاثة أيام. يتحدث الرئيس من علٍ، يتهمه بعدم الثورية بنبرة ساخرة يسهل تمييزها على السامع، ينتقد ما يشاع حول تأييده للرئيس السابق، وهجومه على المتظاهرين، فيما يؤيد الصحفيون القوميون المعينون من قبل مجلس الشورى الرئيس، ذلك التأييد والمديح الذي بدا واضحا جدا، في حواريه الذين أجراهما مع صحيفيتي الأهرام والأخبار، وقد وصف الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز مقدمة رئيس تحرير جريدة الأهرام لحواره مع الرئيس مرسي بالنموذج لوصلة نفاق رخيصة تعكس أزمة الصحف المملوكة للدولة، وتبرهن على بقائها أداة دعائية في يد النظام السياسي. يهاجم الرئيس صحفيا، على الرغم من أن هذا المراسل العسكري باليمن عام 1967 ورئيس قسم التحقيقات بالأهرام، كان متزنا في تصريحاته الأخيرة - على الأقل - حول أزمات البلاد، حيث صرح أول الشهر الجاري، لقناة صدى البلد، مؤكدا على أن التاريخ لن يرحم جبهة الإنقاذ، لأنها أيضا مسؤولة عن الأوضاع الفاشلة التي وصلت إليها البلاد مثل جماعة الإخوان المسلمين. يزعم مكرم، أن محمد مرسي يتعرض لحالة من النفاق ممن حوله، كما كان يحدث في عهد حسني مبارك، اتصل بالرئيس وطلب منه تغيير مستشاريه القانونيين عقب قراره السابق بإعادة مجلس الشعب، إلا أنه لم يستجب لطلبه وهو ما اعتبره مكرم في تصريحات صحفية، أن هؤلاء المستشارين لا يقولون الحقيقة، وإنما فقط يسايرون الرئيس في رغباته حتى يسهلون له الوقوع في الخطأ، ربما يكون هذا سبب الهجوم. الصحفي الذي يتحدث عنه الرئيس بسخرية خاض المعركة الانتخابية على مقعد نقيب الصحفيين عام 2007 في منافسة مع رجائي الميرغني نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث حصل حينها على 70% من أصوات الناخبين، البالغ عددهم 3582 صحفيا مصريا، كما أنه له تاريخ صحفي يجب الاعتراف به، حيث أنه في العام 1980 شغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور، كما شغل منصب نقيب الصحفيين من عام 1989 حتى عام 1991 ومن عام 1991 حتى عام 1993، كما عمل مديرا لتحرير "الأهرام".