اتهمت دمشق، وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بإراقة الدم السوري، مؤكدة أن لا مكان للسعودية في حل الأزمة السورية، وذلك غداة تصريح للفيصل اعتبر فيه سوريا "أرضا محتلة" ودعا إلى رد دولي حازم. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي مساء أمس، "إن العنف في سوريا سببه سلاح سعودي وأموال سعودية وإرهابيون تابعون للسعودية"، مشيرا إلى أن "الفيصل غارق بدم السوريين". وأضاف الزعبي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، "لا تثريب على سعود الفيصل إذا اعتبر أن سورية أرضا محتلة وفلسطين محررة وذاكرته المثقوبة وأحلامه الموهومة تسيطر على خطابه". وأكد الوزير السوري "أن الدبلوماسية السعودية المرتجفة خوفا من انتصارات الجيش العربي السوري لا يسعها أن تمثل الشعب السعودي الشقيق ولا محل لها في أي حل سياسي" للازمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين. واعتبر الزعبي "أن ظنون الفيصل عن مستقبل سوريا ودور حكومته فيها وهم كبير"، مضيفا "إذا كان يعتبر بلده بلدا صغيرا فسورية كبيرة بشعبها وجيشها". ويأتي تصريح الزعبي ردا على تصريحات الفيصل أمام نظيره الأميركي جون كيري، في جدة التي طالب فيها بتحرك دولي لإنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنع تزويد نظامه بالسلاح. كما اتهم الفيصل، الأسد بممارسة "إبادة جماعية" بحق شعبه خلال النزاع الذي أودى بنحو مئة ألف شخص خلال أكثر من عامين. واعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في عددها اليوم، أن تصريح الفيصل "لا يترجم خرفه وانفصاله عن الواقع فقط بل يؤكد إفلاس نظامه الوهابي الذي يستشعر خطر الوصول إلى الباب المسدود". وعللت الصحيفة "جنون" الوزير السعودي ب"انتصارات الجيش العربي السوري المتلاحقة" التي "أخرجته عن طوره مثلما أخرجت سادته الأمريكيين والصهاينة عن طورهم". وأكدت أن "كفة الميزان العسكري في هذه المعركة مالت لصالح الدولة الوطنية السورية التي باتت، رغم الحجم الهائل للأعداء القادمين من أربع جهات العالم، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر النهائي على الأرض". ولفتت الصحيفة إلى أن الفيصل يدرك "أن هذا النصر سيقتلعه من جذوره ويلقي به في مزبلة التاريخ". وأشارت صحيفة الثورة الحكومية من جهتها إلى أن لا جديد على كلام "الدبلوماسي الهرم"، مشيرة إلى أن "كل ما يمكن أن يقوله قاله عبر سنتين ونيف. فلا تسليحه نفع ولا تحريضه أنتج ولا ماله اشترى نصرا ولا وهابيته لقيت آذنا". وأضافت الصحيفة أن الفيصل لم يسعه "إلا أن يتخيل نفسه قوة عظمى ليطالب بقرار دولي وأضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح ويؤكد بالوقت ذاته على عدم مشروعية هذا النظام". كما انتقدت الصحيفة دور نظيره الأميركي جون كيري الذي "حرص على الدخول من بوابة التحريض ومغازلة الحس المتعصب لدى مضيفيه فجعل المشكلة في سورية كامنة بتدخل حزب الله وإيران وذلك لاستفزاز مشاعر الوهابية في السعودية شعبيا ورسميا". ويقوم كيري بجوله إقليمية يدعو خلالها إلى زيادة المساعدات المقدمة للمعارضة السورية، التقى خلالها مسؤولين سعوديين في جدة أمس.